محمود عبد الغنيكان 2009 عاماً حيوياً في الحياة الثقافية المغربية. ازدادت وتيرة النشر وتعدّدت المهرجانات واللقاءات والندوات. لكنّ أبرز الأحداث التي طبعت العام كانت الأزمة التي واجهت اتحاد كتّاب المغرب. بعد مدّ وجزر، قرّر المكتب التنفيذي للاتحاد إقالة عبد الحميد عقار بصفته رئيساً لاتّحاد كتّاب المغرب. وقد كانت السنة عجفاء أيضاً لـ«بيت الشعر» الذي اكتفى بإقامة بعض الأنشطة المتفرقة، على رأسها جائزة «الأركانة»، التي منحها للشاعر العراقي سعدي يوسف. كما استقبل الروائي بنسالم حميش إيجابياً في وزارة الثقافة التي جاءها خلفاً للفنانة ثريا جبران على أثر أزمة صحيّة استبدّت بالممثلة المغربية البارزة.
وفي مجال النشر عرفت المطابع ودور النشر المغربية نشاطاً مكثّفاً. بينما أعادت «دار غاليمار» الفرنسية نشر الديوان الاستثنائي في أدب محمد خير الدين (1942 ـــــ 1995) وفي الشعر المغربي المكتوب بالفرنسية عموماً. إنّه «شمس عنكبوتية» الذي صدرت طبعته الأولى عام 1969. وفي باب ترجمة الكتب المغربية إلى اللغات الأجنبية، صدرت الترجمة التركية لديوان «نبيذ» («دار قرمزي» ـــــ إسطنبول) لمحمد بنيس. الشاعر المغربي ترأس أيضاً مركز بحوث جديداً استُحدث في «جامعة محمد الخامس» في الرباط، ويعمل على تأريخ الأدب المغربي الحديث.
كذلك، شهدت الساحة السينمائية حيويةً فريدة بدءاً من «مهرجان مراكش» و«مهرجان فيلم المرأة» في مدينة سلا، فيما نظّمت مدينة طنجة فعاليات «مهرجان الفيلم القصير المتوسطي». واحتضنت مدينة خريبكة ( 180 كلم جنوب الرباط) الدورة الأولى من «المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي» الذي منح جائزته الكبرى للبنانية ديما الجندي عن فيلمها «خادمات للبيع». لكن العام المنتهي يحمل أيضاً شارة الحداد، إذ فُجع العرب برحيل أحد أبرز كتّاب المغرب ومفكّريها، إنّه الأديب عبد الكبير الخطيبي، الذي رحل عن 71 عاماً، إثر ذبحة قلبية.