صباح أيوب
أمس، كان «يوم الجزيرة». لم تتّجه الأنظار إلى القناة لمتابعة حدث أو مشاهدة برنامج حواري ساخن بل للاحتفال معها بذكرى ميلادها الـ13. و«الجزيرة» لم تبخل على مترقبيها فظهرت بحلّة جديدة معلنة بثقة: حان وقت التغيير! «كنّا معكم... وسنبقى معكم» هو عنوان الشريط الترويجي الذي بُثّ على شاشتها لمناسبة ذكرى انطلاقها الـ13. منذ الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 1996، انطلقت «الجزيرة» متسلّحة بطاقم عمل تدرّب في bbc ونقل خبرته إلى شاشة عربية إخبارية. ثم وسّعت البيكار، فحصّنت مكاتبها وشبكة مراسليها في العواصم الساخنة، وكانت حاضرة في الميدان من أفغانستان إلى العراق، مروراً بلبنان وفلسطين... تغطّي الحروب وتواكب التطورات. وبعدما أثبتت جدارتها في العمل الميداني، انتقل أبرز «نجومها» إلى الاستوديوات حيث خصصت لهم برامج حوارية نجحت في الغالب بتقديم وجهات نظر متباينة وإطلاق النقاش في قضايا عربية ودولية. هكذا، أغنت القناة المشاهد العربي عن مشاهدة صورته من عدسة أجنبية وعلى فضائيات غربية. وفي السنة الـ13، خصصت «الجزيرة» ميزانية لإطلاق دورة برامج جديدة تشمل تقنيات متطورة وتغييراً في الديكور والاستوديوات واستقدام وجوه إعلامية وإجراء تعديلات في دورة عمل مكاتبها... فما الجديد؟ على صعيد الشكل، استقدمت القناة أحدث تقنيات البثّ الرقمي كـ«الفيديو وول» (أي جمع عدد من الشاشات في شاشة واحدة كبيرة) وستُعتمد في محطة «حصاد اليوم» الإخبارية و«منتصف اليوم». أما في المضمون، فعنوان «الجزيرة» العريض لهذه السنة سيكون «القضايا الاجتماعية». بعدما نالت السياسة حصة الأسد من برامج القناة، ها هي اليوم تستدرك أهمية الاقتراب أكثر من الناس وجسّ نبض الشارع ونقل مشاكله. فقرات جديدة، كان تُعَدّ منذ سنوات، ستطرأ على كل نشرة إخبارية ابتداءً من اليوم في نشرة «منتصف اليوم». تتوزّع تلك الفقرات، على قسمين: الأول هو عبارة عن تحقيقات ميدانية هي «مراجعة» لحدث ما (revisited) وتتمحور حول حدث التقطته عدسة «الجزيرة» في بلد ما منذ سنوات. وسيعمل مراسلو القناة كل حسب بلده على ملاحقة تطورات هذا الحدث. مثلاً، سيرجع مكتب بيروت إلى مشهد إطلاق نار على فتاة في مخيم نهر البارد (أحداث 2007) فيعيد البحث عن تلك الفتاة ليعرف مصيرها. وفي تحقيق ثانٍ، سيبحث مراسل من مكتب بيروت عن «أم جندارك» تلك السيّدة التي لم تترك منزلها في المربّع الأمني في الضاحية الجنوبية أثناء عدوان تموز 2006 ليسأل عن حالتها اليوم وماذا حلّ بها بعد انتهاء الحرب. القسم الثاني من الفقرات الاجتماعية بعنوان «مع الناس». هنا، سينزل المراسلون إلى الميدان مع الكاميرا ليكونوا على احتكاك مع قضايا الناس فينقلوها بالصوت والصورة إلى الشاشة.
استقدمت القناة أحدث تقنيات البثّ الرقمي