الرباط ـــ محمود عبد الغنيعشيّة انعقاد «مؤتمر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب» في ليبيا، بعث رئيس «اتحاد كتاب المغرب» عبد الحميد عقار رسالة إلى الأمين العام لاتحاد كتاب العرب محمد سلماوي يعتذر فيها عن عدم مشاركة اتحاد كتّاب المغرب في الدورة الرابعة والعشرين «لأسباب تنظيمية داخلية خالصة، أدت إلى جمود أنشطة الاتحاد منذ المؤتمر السابع عشر في الرباط في 28 و29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، حيث لم يجتمع المكتب التنفيذي بصفة قانونية منذ كانون الثاني (يناير) 2009، ولم يضع بعد البرنامج الثقافي السنوي، ولا الميزانية المقدّرة له، ولم يجتمع بعد المجلس الإداري الذي يصادق، إثر المناقشة والتعديل، على مشروعي البرنامج الثقافي وميزانيته، وضمنهما ما يتصل بالتزامات اتحاد كتّاب المغرب عربياً ودولياً. ولم يتم بعد تجديد مكاتب فروع الاتحاد في مختلف المدن المغربية».
وأضافت رسالة رئيس الاتحاد إنّ «هناك خلافاً تنظيمياً على تفصيلات تنظيمية داخل المكتب التنفيذي حالت إلى اليوم، دون استئناف الاتحاد لأنشطته الاعتيادية». لهذه الأسباب، يعتذر «اتحاد كتاب المغرب» عن عدم الحضور والمشاركة في المؤتمر الـ24 للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب المنعقد تحت عنوان «دورة القدس»».
لكنّ وفداً «منشقّاً» سافر إلى ليبيا، لتمثيل الاتحاد المغربي في المؤتمر العام، متجاهلاً قرار رئيسه. وفور عودة الوفد المشار إليه، اجتمع المكتب التنفيذي وأعلن أنه قرر بأغلبية أعضائه، إقالة عبد الحميد عقار من مهمته بصفته رئيساً لـ «اتحاد كتاب

لم يجتمع المكتب التنفيذي بصفة قانونية منذ أشهر

المغرب». وأوضح أعضاء المكتب التنفيذي الخمسة: عبد الرحيم العلام (ناقد)، وحسن بحراوي (ناقد)، وهشام العلوي (ناقد)، ومصطفى النحال (مترجم) وعاهد سعيد (شاعر)، أن قرار الإقالة جاء «بعد استنفاد جميع التدخلات، والوساطات التي قام بها بعض رؤساء الاتحاد السابقين، وبعض الحكماء والفاعلين الجمعويين والغيورين على هذه المنظمة الثقافية، لدى رئيس الاتحاد عقار، من أجل تجاوز حالة الجمود التي يمر بها الاتحاد منذ المؤتمر الوطني الـ17 والتي يتحمل مسؤوليتها رئيس الاتحاد وحده».
وأصدر الرئيس عبد الحميد عقار والأمين العام للاتحاد الناقد عبد الفتاح الحجمري والمستشار المكلف بالإعلام الشاعر محمد بودويك بياناً توضيحياً بعنوان «احتراماً لإرادة الكتاب وللديموقراطية»، جاء فيه أنّ إقالة رئيس «اتحاد كتاب المغرب» تستدعي الانتباه إلى أنّ الاتحاد هو المستهدف، وخصوصاً أنّه طبع تاريخه بالاستقلالية والصدقيّة». واتهم البيان الأعضاء الخمسة بدفع الأزمة الحاليّة للاتحاد إلى الذروة، وبكونهم باتوا يعاملون الرئيس وباقي الأعضاء بعنف وعدائية. ما جعل من كل تسوية أمراً مستحيلاً. وسط حرب البيانات والبيانات المضادة، يضيع الاتحاد الذي يُعدّ آخر قلاع المثقفين في المغرب، كما ضاعت مؤسسات وجمعيات أخرى طبعت تاريخ المغرب الحديث.