سناء الخوريمن هذا المنطلق، تأخذ اللقطة بعداً تشكيلياً، أو سينمائياً. على الأرجح. هنا، طفلة تجادل جندياً أميركياً. في صفحة أخرى، جنديّ يتعلم شرب النارجيلة بصعوبة. هناك جمل إلى جانب دبابة. حرائق. في موضع آخر، أحد جنود الاحتلال يجرّب البيانو في منزل تحت الركام. هناك عرس في ظل الرشاش، وفي مكان آخر فضاء أسود بالكامل خلف أبنية بغداد.

يوميّات بغداديّة و«شهر عسل في الجحيم»


فجأة يقاطعنا باز «يرنّ هاتفي. يخبرني صديقي أنّه سيبدأ معاملات الطلاق. عودة إلى الحقيقة الأخرى». هكذا، يحكي المصوّر إلى جانب سرده ليوميات العاصمة المحتلّة، تفاصيل شخصيّة، منها علاقة غراميّة عاشها في بغداد، «شهر عسل في الجحيم» كما يقول، يفقد بريقه عندما يلتقي الحبيبان خارج بغداد.
أمّا سؤال الكتاب الأقوى، فيطرحه باز في المقدّمة: «هل أواجه الجمع لأوثق ألمه، وأتقاسمه لاحقاً مع العالم، أو أنسحب وأتركه لحزنه؟» اختار مصوّرنا الخيار الثاني. هذا ما نقرأه في مدوّناته، حيث يخبرنا قصص جنود أميركيين، يقتادون الجرحى العراقيين إلى سجون التعذيب. معظم هؤلاء الجنود لم يبلغوا العشرين من عمرهم بعد.
صوّر باتريك باز حروباً كثيرة من سراييفو ومقديشو إلى غزّة وبيروت وبغداد. حين سقطت هذه الأخيرة، وهدم تمثال صدام حسين، أراد أن يصوّر عراقياً يبكي. نهره الرجل قائلاً: «لا تلتقط صورتي. العراقيون لا يبكون». اللاصورة كانت عنوان الألبوم.