بشير صفيرلا ضرورة للعودة إلى تاريخ فرقة «فريق الأطرش» اللبنانية التي تلتقي جمهورها، مساء اليوم، في نادي «بايسمنت» . يمكننا العودة إلى بعض المحطات في مسيرتها التي انطلقت قبل ستّ سنوات. تأسست الفرقة عام 2003، وكانت تقدم أشكالاً غنائية غربية عدّة. تبدّل أعضاؤها أكثر من مرّة، ورست أخيراً على إدوار عبّاس (أداء وإعداد موسيقي)، ناصر شربجي (أداء ثانوي)، جون عماد نصر (باص وإعداد موسيقي)، فايز زهيري (beatbox) وغسان خياط (غيتار وكيبوردز). اعتمدت الفرقة الهيب ـــــ هوب العربي، مع المرافقة الموسيقية المطلوبة، إضافةً إلى استعارات من الفانك والروك. من دون أن يمنعها ذلك من استضافة موسيقيّ محترف لإغناء الخلفية الموسيقية (ساكسوفون، تشيلّو...).



مقطع من "تذكر هالإيام"










تستمد الفرقة اسمها من الفنان العربي فريد الأطرش. في المسألة لعبٌ على الكلام. لكنَّ المقدمة التعريفية في التسجيل «غير الرسمي» والوحيد للفرقة تفسِّر القصد من ذلك: إسماع الأطرش (أي فاقد حاسة السمع بالمعنى المجازي). لم تولد الفرقة في رحم الهيب ـــــ هوب، أي الشارع. شارع التهميش والجوع والفقر. لكن ليس في النص ما يدَّعي ذلك، أو حتى يدَّعي النضال للحقوق البدائية للإنسان. خلفية النص تنمّ عن وعي فكري، سياسي واجتماعي، عميق في الغالب، وخفيف في نسبة طفيفة.
تستمد «فريق الأطرش» بعض نصوصها من الأزمات السياسية اللبنانية في السنوات الأخيرة، إضافةً إلى الأحداث الكبيرة، كعدوان تموز 2006. هنا يمكن القول إن «فريق الأطرش» فرقة معارِضة، لا تفصح عن رأي سياسيّ مباشر إلا في مسألة العداء لإسرائيل وكل ما يترتّب على هذا الخيار من انتقاد للعرب...
من جهة ثانية، لا تقع الفرقة في فخّ التلميح التافه

فرقة معارِضة بالمعنى الأشمل من دون كليشيهات

للعبارات «الجريئة». لأنها، بعبارات مختصرة، تخلّصَت من رواسب الاحتجاج المراهق، الصادق لكن السطحي إجمالاً. الهجوم مثلاً على الموالاة مهذب ويستند إلى مسَلّمات المنطق. لا سذاجة، وتكاد الكليشيهات تكون غائبة. بعيداً من السياسة، تتطرق الفرقة إلى العلاقة المشدودة بين الشباب الساعي إلى الوظيفة وتحكُّم أرباب العمل، وأمور أخرى وجدانية سوداوية. وفي هذا السياق، نتوقف عند «تذكر هالإيام»: نصٌ غاية في الدقة والذكاء في وصف العلاقة بين الرجل والمرأة، وإصابات مباشرة في عمق نفسيّة الرجل، مصدرها تحليل فذّ ومتجرِّد للحب والزواج. يسبق الأغنية تمهيد مناسب، وهو مقطع من قصيدة (تسمى «شروقي»، أي الشكل الزجلي ذو اللحن الشجيّ والنص الغزلي) بصوت كمال غريزي. «فريق الأطرش» هي في المحصلة فرقة التشاؤم المُبرَّر.


8:30 مساء اليوم ـــــ Basement (الصيفي ـــــ بيروت). للاستعلام: 70/959698