دمشق ــ وسام كنعان
فيلمه المقبل أيضاً عن العلاقات ــ السورية اللبنانية
ظلّت قصّة الشريط تدور حول فكرة واحدة مدروسة بعناية فائقة، ضمن دلالتها الواضحة وإسقاطاتها على ما جرى في لبنان منذ الثمانينيات حتّى حرب تموز. تبدو وجهة النظر أحادية، يرفض صاحبها اقتحام الرأي الآخر أو تحريكه. هذا باسثناء الإشارة الواضحة إلى الثراء الفاحش لبعض كبار الضباط السوريين في لبنان، في ما قد يكون إشارة إلى بعض تجاوزات الجيش السوري في لبنان وأخطائه.
تنحو كاميرا سعيد إلى التوازن بطريقة مطلقة، من دون التأثر بمدرسة عبد اللطيف عبد الحميد، رغم مرافقة الأخير للشريط طيلة الوقت. اختيار مواقع التصوير المقنعة، أسهم في بناء جمالية الصورة وحداثة اللغة البصرية. هكذا، بدا المخرج متمكّناً ممّا تعلّمه أكاديمياً في الغرب.
في المقابل، حاول الشريط التكثيف قدر الإمكان، فوقف عاجزاً عن تبرير بعض أحداثه. نرى مديرة المصرف تقع في غرام أحد موظفيها بشكل سريع جداً ومفاجئ. ثمّ يصور الفيلم عودتها إلى بلدها بعد مساعدة حبيبها، كأنّها في رحلة أخيرة لن تعود منها أبداً... تاركاً الباب مفتوحاً للتأويل السياسي لا أكثر. قد يجد المشاهد البعيد عن حيثيات الملف السوري اللبناني صعوبة بالغة في التواصل مع أحداث فيلم «مرة أخرى». أمّا مخرجه، فقد تسلّم جائزتَيه بيد، ويستعدّ ليشغل كاميرا عمله الثاني باليد الأخرى. فيلمه الجديد، سيكون عن العلاقات السورية ـــــ اللبنانية أيضاً، لكن من خلال مقاربة أخرى.