Strong>في مسرح «الصوت والضوء» أمام الأهرام، سيعرض شريط شادي عبد السلام بعدما «رمّمه» السينمائي مارتن سكورسيزياختارت إدارة “مهرجان القاهرة السينمائي” أن تهدي دورتها الثالثة والثلاثين إلى روح السينمائي المصري الراحل شادي عبد السلام (1930 ـــــ 1986) من خلال إطلاق اسمه على الدورة، وعرض النسخة المرمّمة من شريطه الشهير “المومياء” (1969).
لكن تعاطي الصحافة مع قرار تكريم السينمائي المصري جاء متفاوتاً. رحّب بعضهم بالخطوة، فيما رأى بعضهم الآخر أنّ قيمة الفيلم المعروض مهمّة جداً، لكنّهم يعارضون مشاركة فيلم مصري أنتج قبل أربعين عاماً. ويقول هؤلاء إّنه تماماً كما يفخر المصريون بأجدادهم الفراعنة من دون أن يقدّموا أي جديد إلى الأحفاد، يأتي المهرجان ليفخر بفيلم مرّت على صناعته أربعة عقود.
ويضيف المنتقدون إنّ النسخة المرمّمة ـــــ أسهمت وزارة الثقافة المصرية بخمسين ألف يورو في عملية الترميم ـــــ وصلت إلى القاهرة من مؤسسة “سينما العالم” التي يديرها المخرج مارتن سكورسيزي، في وقت يجب فيه ترميم الأفلام داخل مصر، وبطريقة منظّمة لضمان الحفاظ على تاريخ السينما المصرية، الذي أصبح بأغلبه مملوكاً لأصحاب الفضائيات العربية، أي المتموّلين الخليجيّين.
وسيُعرض الفيلم بحضور أسرة عبد السلام، والفنانة نادية لطفي، التي شاركت في الشريط، وكاتب السيناريو علاء الديب. وقد اختارت إدارة المهرجان عرض العمل في مسرح “الصوت والضوء” أمام الأهرام المصرية “في محاولة للربط بين الأجواء الطبيعية والأحداث التي يدور حولها الفيلم”، كما جاء في البيان الصادر عن الإدارة.
الفضائيات العربية استحوذت على معظم الأفلام القديمة
وتدور أحداث “المومياء” حول عثور قبيلة في جنوب مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على عدد من المقابر الأثرية الفرعونية. هكذا، تقوم طيلة عشر سنوات بسرقة محتويات هذه المقابر وبيعها في الخفاء إلى أن يُفتضح أمرها.
وقد استخدم عبد السلام اللغة الفصحى في “المومياء”، إذ لم يكن أمامه حلّ آخر. ذلك أنّه كتب النصّ أولاً باللغة الإنكليزية الكلاسيكية، ثم ترجمه مع علاء الديب. ولا شكّ في أنّ هذا العمل مثّل علامة فارقة في مسيرة المشاركين فيه، أي أحمد مرعي ومحمد خيري وشفيق نور الدين وزوزو الحكيم، ومعهم نادية لطفي، التي ظهرت كضيفة شرف.
وقد أعاد عرض الفيلم الشهير في المهرجان، التذكير بمشروع فيلم “أخناتون” الذي توفي شادي عبد السلام قبل أن يجد تمويلاً كافياً لعرضه بصورة جيدة، وذلك رغم أنه أنهى كل مشاهد الشريط، ولم يبقَ إلّا بدء التصوير. يومها، أي بداية الثمانينيات، كان مرشحاً لبطولة العمل كل من محمد صبحي وسوسن بدر.
يذكر أنّ إدارة المهرجان أعلنت أول من أمس اعتذار السينمائيّ الشهير مارتن سكورسيزي عن عدم الحضور، واكتفاءه بالمشاركة في فعّاليات الدورة الـ33 من خلال عرض النسخة المرمّمة من “المومياء”. ويقوم سكورسيزي من خلال مؤسسته “سينما العالم” بصنع نيغاتيف جديد لأهم الأفلام في العالم. من جهة ثانية، لم تتأكّد حتى الآن مشاركة النجم الأميركي أنطوني هوبكنز في المهرجان.
م. ع.