من أجل كسر حاجز الصمت عن الانتهاكات اليومية للحقوق الجنسية والجسدية في المجتمع الفلسطيني، أطلق «ائتلاف الحقوق الجنسية والجسدية في المجتمعات الإسلامية» حملة «يوم واحد نضال واحد». في هذا الإطار، نظّم برنامج الدراسات النسوية في «مدى الكرمل»، و«المنتدى العربي لجنسانية الفرد والأسرة»، أوّل من أمس، يوماً بعنوان «إنسانيتنا وجنسانيتنا في ظلّ الجدار» في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في مدينة حيفا، في فلسطين التاريخيّة. أتى التحرّك الذي شاركت فيه 20 مؤسسة من 11 دولة عربية وإسلامية، لتسليط الضوء على الانتهاكات البنيوية والقانونية الإسرائيلية للحقوق الجنسيَّة والجسديَّة للفلسطينيين، وربطها في السياق المجتمعي الذكوري الذي يطوِّق الحريات الفردية ويكرّس دونية المرأة. وأشار المنظّمون في بيان أصدروه، لمواكبة الحدث، إلى انتهاكات للحقوق الجسديّة والجنسانيّة في دول عدة، تكرّرت في السنوات الأخيرة من خلال سنِّ قوانين تمس الحقوق الإنجابية والجنسية. على رأس هذه القوانين قانون «المواطنة» في إسرائيل الذي يمسُّ حق الفرد في اختيار الشريك. ويمنع هذا القانون لمَّ شمل عائلات أحدُ شقّيها داخل الخطِّ الأخضر، والشقّ الآخر من الأراضي المحتلة عام 1967، أو من دول عربية معرّفة إسرائيلياً بأنَّها «دول معادية»، إضافةً إلى إلغاء القانون الذي يحظر ختان البنات في السودان، إلى جانب دول أخرى تُرجَم فيها النساء حتى الموت، وأخرى تبيح تزويج الأطفال...
ولفت البيان متحدثاً بلسان النسويات الفلسطينيات إلى «أنّه في واقع الاحتلال والاستعمار، لا بد من الربط بين السياقين السياسي والاجتماعي»، ما يفرض «تجنّب الانزلاق إلى الخطاب الاستشراقي الذي يهمِّش السياق السياسي».