رام الله ــ «الأخبار»منذ العدوان على غزّة، سطع نجم وكالة «رامتان» للأنباء، التي انفردت ـــــ في ظلّ التضييق الإعلامي الإسرائيلي ـــــ بنقل هول الكارثة، وحجم المجازر في القطاع المحاصر. لكن يبدو أنّ «مشوار» الوكالة اصطدم بواقع مالي وسياسي وإعلامي ثقيل، فأعلنت أول من أمس، الأربعاء، إقفال مكاتبها في فلسطين.
السبب المباشر في هذه الخطوة المفاجئة، كانت اقتحام «قوة من الأمن الداخلي في غزة مقرّ الوكالة بطريقة غير قانونية، ومنع «هيئة العمل الوطني» من عقد مؤتمر صحافي». علماً بأنّ وكالات الأنباء تناقلت أمس أخباراً مفادها أنّ المؤتمر كان مخصّصاً لإحياء الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
غير أنّ أسباباً أخرى عديدة تقف خلف عملية الإقفال. تحدّث رئيس مجلس إدارة الوكالة، قاسم كفارنة في مؤتمر صحافي عقده، أمس، في وزارة الإعلام في رام الله، عن «حرب معلنة من جهات عدّة على «رامتان»، على رأسها قناة «الجزيرة» وحلفائها، ومن بينهم فضائية «القدس».
الخلاف بين الوكالة الفلسطينية والفضائية القطرية، يعود إلى أشهر خلت. يومها، اتهمت الوكالة، «الجزيرة» بعدم دفع المستحقات المالية الواجبة عليها، وقدرها خمسة ملايين و300 ألف يورو، وفق ما جاء في بيان صدر أمس عن «رامتان». البيان اتّسم بلهجة هجومية، اتهم فيها «الجزيرة» بشنّ «حرب من نوع جديد على الوكالة». وعدّد سلسلة الخطوات التي قامت بها «الجزيرة» بهدف محاصرة «رامتان». ومن هذه الانتهاكات ـــــ وفق البيان ـــــ «اعتداء موظفي الفضائية القطرية في غزّة، بمساندة

اتّهمت الوكالة «الجزيرة» و«القدس» بشنّ حرب معلنة عليها

الشرطة، على العاملين في الوكالة، وسرقة الأرشيف ونقله إلى «الجزيرة». إضافةً إلى «احتلال «الجزيرة» مكاتب الوكالة لأكثر من أسبوعَين». وقد بلغت المواجهة بين الوسيلَتَين الإعلاميتَن أوجها، حين رفعت «الجزيرة» دعوى ضدّ «رامتان» في مصر، مطالبةً بتعويض مالي قيمته 3 ملايين و200 ألف دولار «من دون أي أساس قانوني» وفق بيان الوكالة.
في موازاة هذه «الحرب»، كانت «رامتان» تخوض حرباً من نوع آخر أيضاً. إذ اتخذت سلسلة خطوات بهدف عصر النفقات، من بينها إغلاق مكاتبها في القاهرة والقدس والخليل ونابلس، وخفض عدد العاملين في مكتبَي رام الله وغزة. وما زاد الطين بِلّةً الصعوبات التي واجهتها على أكثر من صعيد. إذ أوقفت «عربسات» و«نورسات» بثّ «رامتان» فضائياً بسبب عدم دفع المستحقات المالية المترتّبة عليها...
وفي اتصال مع «الأخبار»، نفى مدير مكتب «الجزيرة» في فلسطين ما ردّدته «رامتان»، مؤكداً أنّ هذه التصريحات عارية من الصحة وأضاف: «لن نأبه لهذه التصريحات، هناك أدلّة، وهناك محاكم مصرية تنظر في كل التفاصيل، وهي من تحكم، لا أي جهة أخرى».
وليست هذه المرة الأولى التي يُقتحم فيها مركز «رامتان». في شهر آذار (مارس) الماضي، اقتحم عناصر من الأمن الوقائي التابع للسلطة مكتب الوكالة في رام الله، واقتادوا سكرتير التحرير نواف إبراهيم العامر إلى التحقيق.