strong>محمد عبد الرحمن أن يقع تراشق إعلامي بين الإعلام المصري والجزائري بسبب المباراة بين فريقي «الفراعنة» و«محاربو الصحراء»، فهذا أمر متوقع. لكن ما لم يتوقعه أحد ـــــ ويحدث لأول مرة في تاريخ الإعلام المصري ـــــ أن يقع انقسام حاد بين الإعلاميين الرياضيين بشأن المباراة والأسلوب الذي يجب اتباعه لمساندة المنتخب المصري في معركة «استاد» القاهرة الحاسمة. الخلاف كان على طريقة التعامل مع الاستفزازات الجزائرية التي بدأت منذ ظهور ملامح المباراة الحاسمة غداً، التي يجب أن يفوز فيها المصريون بفارق ثلاثة أهداف حتى يتأهّلوا إلى «المونديال بعد غياب 20 عاماً. لكن يبدو أن المصالح التي باتت تحكم كواليس الإعلام الرياضي في مصر، كان لها دور كبير في الصورة السيّئة التي ظهر عليها كل الإعلاميين الرياضيين في مصر، باستثناء قلة نادرة. وأصبح على الجمهور أن يبحث بصعوبة عن برامج تتناول المباراة من الناحية الفنية فقط، فيما تفرّغ الأضداد، الإعلامي أحمد شوبير من جهة وخالد الغندور ومدحت شلبي من جهة أخرى لينال بعضهم من بعض. وكانت البداية مع حملة «وردة لكل لاعب جزائري» التي أطلقتها جريدة «المصري اليوم» تماشياً مع حملة «جريدة الشروق» المصرية بالتعاون مع «الشروق» الجزائرية الهادفة إلى منع الأخبار الاستفزازية... ليردّ بعضهم بأنّ تلك الحملات تهدف إلى خفض حماسة اللاعبين المصريين. هكذا، أطلقوا حملة مضادة تصدّرتها عبارة «ولا وردة ولا حتى أسمهان».
كذلك انطلقت حملات تشجيع ترعاها شركات كبرى هدفها مساندة المنتخب، لكنّ أهدافها الاستهلاكية تأتي في المقدمة، أبرزها الإعلان التسجيلي الذي أطلقته كوكا كولا مع بعض المشجعين الذين حضروا مباراة 1989 بين المنتخبين، وتأهّل من خلالها المصريون إلى المونديال، فيما أطلق مطربون شباب من الجانبين أغنيات «راب» للرد على الإساءات المتبادلة، وبدأتها أغنية جزائرية أثارت غضب المصريين كثيراً. كذلك انطلقت الصور المركبة لتسهم في الحملة. وكان شباب جزائريون قد ركّبوا صور الفنانات المصريات على أجساد لاعبي المنتخب، وقدّموا «مدرّب الفراعنة» حسن شحاتة في ملابس عروس تتزوج من مدرب الجزائر رابح سعدان. وسط كل هذا، بدا محمد منير والشاب خالد كأنهما في جزيرة معزولة عندما طالبا يوم الأربعاء بنبذ التعصّب، خلال المؤتمر الصحافي الذي مهّد لحفلة مشتركة مساء أمس في أكاديمية «أخبار اليوم». وأكّد المغنيان أنّ الفن سلاح ذو حدّين يجب استخدامه في التقريب بين الشعوب لا في إثارة الفتن.


الجزائر ليست إسرائيل