الجزائر ـــ سعيد خطيبيمنذ سنوات، لم تشهد الصحافة الجزائرية ديناميكية مماثلةً للّتي تشهدها في الآونة الأخيرة. لقد استطاعت تغطية عجز التلفزيونات (5 قنوات) ومتابعة مختلف تطوّرات «الملاسنات» الإعلامية بين الجزائر ومصر على خلفية المباراة الحاسمة اليوم. بالطبع، مالت هذه الصحافة إلى شحذ همم الجزائريين وتعبئة النفوس، ومواجهة ادعاءات الطرف المصري، وخصوصاً التصريحات الأخيرة التي تناولت فضل مصر على الجزائر تاريخياً، ودورها في تعليم الجزائريين اللغة العربية! كما نجحت الصحافة الجزائرية في نقل آخر أخبار نجوم الغناء والفنّ في مسعاهم لتشجيع أشبال رابح سعدان مدرّب المنتخب الجزائري.
في هذا الوقت، اقتصر عمل الفضائيات الجزائرية على تناقل فيديو كليب أغنية «نموت عليك يالخضرة» التي جمعت الثنائي الشاب توفيق وحسيبة عمروش، تشجيعاً للمنتخب الجزائري، إضافةً إلى بثّ برامج «باردة» للنقاش الرياضي. أما شبكة الإنترنت، فاجتاحتها موجةٌ من الكليبات حملت توقيع مغنّي الراي المعروفين على غرار الشاب عقيل، الذي أصدر أغنية يشبّه فيها لاعبي المنتخب الجزائري «بقدامى المحاربين الرومان» (غلادياتور). تلاه نجم الراي الصغير الشاب فضيل، في أغنية «معاك يالجزائر». ومع ارتفاع مستوى التراشق الإعلامي بين الطرفين، برز صوت ملك الراي الشاب خالد، من خلال الإعلان ـــــ منتصف الشهر الماضي ـــــ تنظيم حفلة فنية في القاهرة، تجمعه بالمغني محمد منير. وهي الحفلة التي لقيت ترحيباً رسمياً مقابل مقاطعة شعبية اتّهمت خالد بالانبطاح أمام إرادة المصريين. وسط كل هذا، خرج صوت وردة الجزائرية، التي تراجعت شعبيتها في الجزائر خلال السنوات الأخيرة. هكذا،

اتُّهم الشاب خالد بالانبطاح أمام إرادة المصريين
أرادت وردة التصالح مع الجزائريين من خلال إعلان مساندة «الخضر»، ما كلّفها حرباً شرسة شنّتها عليها القنوات المصرية، التي اتهمتها «بالخيانة» بعدما صنعت مجدها في مصر الستينيات والسبعينيات. في الحقيقة، لم تستقطب حالة وردة اهتماماً إعلامياً بسب توالي إصدارات أهمّ مغني الراي، وآخرها الشاب طارق وأغنيته «الشبكة يا لالجيري»، وجمعته بلاعبي «الخضر» يزيد منصوري، مجيد بوڤرة ونذير بلحاج وشادلي عمري.
وفي موازاة هذه الديناميكية الفنية، برزت أسماء محلية أخرى صنعت الفرجة، لكنّ وسائل الإعلام الرسمية منعتها نظراً إلى تعرضها المباشر لشخصية المصريين، على غرار أعمال المغني السلطان، الذي أطلق ألبوماً بعنوان «المصري قلبو ضرو». وهنا، تنبّأ السلطان بتنصيب الشيخ سعدان ـــــ مدرّب المنتخب الجزائري ـــــ فرعوناً في القاهرة. إلى جانب ذلك، طفت تجربة مغني راب شابّ يدعى فارس ولد العلمة، الذي ألّف وسجّل ثلاث أغاني راب تشهد إقبالاً كبيراً على الإنترنت. وفي إحدى هذه الأغنيات، يدعو المغني الشاب إلى فتح نفق يربط بين الجزائر والجيزة بغية تجاوز إشكالية التأشيرة، وعقبة غلاء أسعار تذاكر
الطائرة.