تجربته الشرقيّة منفتحة على الغرب، ومشروعه تقديم فنّ بديل للموجة التجارية. ألبومه الجديد «البلاغ الأخير» يُطلقه خلال حفلة يقدّمها السبت في نادي BO18 البيروتي
بشير صفير
وصل غازي عبد الباقي (1969) إلى ختام بلاغاته الموسيقية. بعد «البلاغ رقم 1» (2004) و«البلاغ رقم 2» (2007)، ها هو يصدر «البلاغ الأخير» الذي أنتجته شركة Forward Music (أسّسها عبد الباقي عام 2003). هنا، يقدِّم الفنان والمنتج اللبناني مجموعة أغنيات جديدة ومقطوعات موسيقية حمَلت جميعها توقيعه لحناً وتوزيعاً موسيقياً. أما نصوص الأغنيات، فبعضها لعبد الباقي، وبعضها الآخر من كتابات طاغور وأمير الشعراء أحمد شوقي، إضافةً إلى مشاركة للفنان زياد سحّاب.



مقطع من "مجنون ليلى"








ليس عبد الباقي صاحب موهبة موسيقية/ شعرية استثنائية، لكنه يعمل بقناعة وبنيّة طيّبة، انطلاقاً من همٍّ اجتماعي وشغفٍ ومعرفةٍ بالموسيقى. يسعى إلى تقديم بديلٍ فنّيّ مناهض للموجة التجارية. ينجح في تحقيق هدفه شكلاً وتنفيذاً، لكنه لا يُوفَّق دوماً في المضمون الجمالي. بمعنى أنّ هناك تفاوتاً نسبياً وجزئياً بين أحاسيسه وهمومه



مقطع من "قالوا لي"








الفنيّة «النظيفة» من جهة، والشكل المُعبَّر فيه عنها من جهة أخرى. غير أنه لا يقدِّم التنازلات للحصول على دعم السوق العربية (إنتاجاً وجمهوراً)، ولا يستجدي الغرب لتسويق تجربته. هو يريدها من لبنان، منفتحةً على الغرب وغير منسلخة عن الشرق. ومكوناتها هذه هي صورة طبق الأصل عن إلمام عبد الباقي بالموسيقى الغربية ثقافةً وعزفاً (جاز، روك، فانك، موسيقى لاتينية على أنواعها...) وبالموسيقى الشرقية اطلاعاً وتذوقاً. هذا الوصف ينعكس في جميع أعماله، بينها ألبومه الجديد الذي



مقطع من "صباح جديد"








سيُطلقه في حفلة يقدمها عبد الباقي وأصدقاؤه في نادي BO18 مساء هذا السبت.
هذا العمل استكمالٌ واضح لما نعرفه في الألبومَين السابقَين (أو تجربة غازي عبد الباقي عموماً)، لكنّه يتضمن أيضاً بعض التطلعات الموسيقية الجديدة. مثل الأغنية التي يُستهَل بها «البلاغ الأخير»، وهي «مجنون ليلى» (شعر أحمد شوقي) التي تنطلق من النمط الطقسي الآسيوي لناحية الأداء الصوتي، وتتحوَّل إلى الفانك، ثم إلى مزيج من الاثنين. كذلك المحطات التالية، مثل «قالوا لي» التي تجمع بين الفولكلور البدوي، لكْنةً ونغماً من جهة، والصول ـــــ فانك من جهة أخرى. وفي «البلاغ الأخير»، قوالب أخرى متعدِّدة الهويات أيضاً (لاتيني، شرقي، فانك، فولك أميركي...) مثل «صيف» (موسيقى) و«الهوا» و«طَب»، والمقدِّمة الموسيقية الرعوية المزاج،

تعاون مع زياد سحاب في أغنية «ما إلي حق»
المناسبة جداً لأغنية «الربيع» التي تليها وتتصل بها... إضافةً إلى مقطوعتَين موسيقيتين وجدانيتين هما «إلى صديق» و«صباح جديد» التي تشكِّل ـــــ إلى حدٍّ ما ـــــ متابعة للمقطوعة الأولى (كلتاهما مناسِبٌة للمسلسلات العربية المعاصرة ذات المضمون الأليم و/ أو الملحمي).
في هذا العمل، تعاون عبد الباقي مع زياد سحاب في كتابة كلمات أغنية «ما إلي حق» العاطفية/ الاجتماعية الساخرة (المستوحاة من موسيقى الريغي) التي برزت فيها مفاجأة سلبية، تتمثّل في تفاوت التسجيل الصوتي بين الغناء والموسيقى، لصالح العنصر الثاني.
تشارك في تنفيذ «البلاغ الأخير» مجموعة موسيقيّين أساسيين وضيوف، أبرزهم إضافةً إلى عبد الباقي (غيتار وغناء)، فؤاد عفرا (درامز)، طارق يمني (كيبورد)، جون مدني (باص)، رائد الخازن (غيتار)، خالد ياسين (إيقاعات)، إيلي خوري (بزق)، توم هورنيغ (ساكسوفون وفلوت)، توم يونغ (ترومبون)، أنطوان خليفة (كمان)، علي مدبوح (ناي ومزمار) وزياد سحاب (عود)...

9:30 مساء السبت 28 ت2 (نوفمبر) ـــــ نادي BO18 (الكرنتينا/ بيروت) ــ للاستعلام: 01/803436


الموسيقي «منتجاً»

إلى جانب مشروعه الفنيّ المستقِل، القائم على التأليف الموسيقي والعزف على الغيتار والإيقاعات مع العديد من الفنانين، يعمل غازي عبد الباقي على احتضان التجارب الموسيقية الحديثة غير الرائجة. هو يؤمِّن الإنتاج والإشراف الفني وغيرهما من المهمات المطلوبة لولادة أسطوانة غنائية أو موسيقية، من خلال شركة Forward Music التي أسّسها عام 2003. هكذا قام عبد الباقي برعاية العديد من الفنانين اللبنانيين من خلال إنتاج أعمالهم الخاصة. نذكر منهم شربل روحانا، سمية بعلبكي، غادة شبير، عيسى غندور، إبراهيم جابر، زياد سحّاب، بول سالم، إضافةً إلى الفنّان المصري مصطفى سعيد.