الرباط ــ محمود عبد الغنييوم الثلاثاء 29 أيلول (سبتمبر)، منعت الجريدة المستقلة «أخبار اليوم» من الصدور وطاقمها من ولوج مقر الصحيفة في الدار البيضاء. أما السبب فهو أنّ وزارة الداخلية بدأت تحن إلى أدوارها السابقة عندما كانت تمنع وتصادر وتقرر في كل شيء. هكذا، منعت صحيفة توفيق بوعشرين، على خلفية نشر رسم كاريكاتوري نُشر في عدد 26 و27 من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي ويتناول الأمير مولاي إسماعيل الذي قرر مقاضاة الجريدة. وقد بررت وزارة الداخلية قرار إغلاق الجريدة بأنّ «الرسم الكاريكاتوري له علاقة باحتفال الأسرة الملكية بحدث له طابع خاص جداً».
هذا الحدث الخاص جداً هو مناسبة زفاف الأمير مولاي إسماعيل، ابن عم الملك المغربي محمد السادس، على أنيسة ليمكول الألمانية المسلمة. وقد ارتأت وزارة الداخلية أن الكاريكاتور الذي يحمل توقيع الفنان خالد كدار، يجسد مولاي إسماعيل محمولاً فوق «عمارية» (هودج يحمل عليه المغاربة العروس والعريس ويطوفون بهما وسط الغناء والأهازيج)، وفي الخلفية علم المغرب وقد بدت نجمته غير مكتملة الزوايا. وبذلك اعتبرت الداخلية أنها نجمة داوود السداسية الزرقاء. ثم هناك على خشب العمارية رسم لنجمتين ثمانيتين والنجمة الثمانيّة في الديانة اليهودية هي نجمة سليمان. هكذا، اعتبرت الوزارة «استعمال نجمة داوود في الرسم يثير تساؤلات عن تلميحات أصحابه ويكشف عن توجهات مكشوفة لمعاداة السامية». إلا أنّ خالد كدار نفى أنّ رسمه يشير إلى نجمة داوود. أما مدير تحرير الصحيفة توفيق بوعشرين، فأعرب عن استغرابه من هذه الملاحقة القضائية بعدما استُدعي مع خالد كدار للتحقيق في الدار البيضاء. ووسط تبادل الاتهامات والاتهامات المضادة، برأ الوزير الأول عباس الفاسي نفسه من أن يكون هو مَن يقف وراء قرار المنع، قائلاً: «لا علاقة لي بملفّ «أخبار اليوم». كنت مشغولاً بأمور أخرى». وأشار إلى أنّه لم يطلع على العدد الذي كان يتضمن الكاريكاتور. كما أضيف إلى هذا الاتهام، آخر له علاقة برسم الأمير مولاي إسماعيل رافعاً يده على طريقة النازيّين. وقد وجد المحقّقون أن هذه الفرضية واردة ما دامت العروس ألمانية الأصل.
وسيمثل توفيق بوعشرين وخالد كدار أمام المحكمة في الدار البيضاء يوم 12 تشرين الأول (أكتوبر). وقد نددت نقابة الصحافيين في المغرب بختم مقرّ الصحيفة بالشمع الأحمر «بتهمة عدم احترام أحد أعضاء العائلة المالكة وإهانة العلم المغربي». فيما أُنشئت مجموعة على «فايسبوك» في بادرة تضامنيّة مع «أخبار اليوم» وحريّة التعبير في المملكة.


خالد كدار: الملك مادةً للسخرية