الفيلم الذي حمل سابقاً اسم «بامبوزيا»، يحمل رسالة سياسيةً قويّة، أعجبت الرقابة المصرية فسمحت بعرضه من دون حذف أي مشهد!
محمد عبد الرحمن
على رغم أنّ الأميرة ديانا تظهر في أحداث فيلم «مجنون أميرة» للمخرجة المصرية إيناس الدغيدي من خلال الممثلة نورا رحال، إلا أنّ سينما المخرجة المثيرة للجدل لم تعد تجذب الجمهور بسهولة. وهذه القاعدة يمكن تطبيقها خاصة على موسم العيد الذي يحتاج فيه المشاهد إلى جرعات كوميدية مكثفة. حتى لو كانت كوميديا النكات المكررة التي تعتمد على التفاعل التلقائي للمشاهد.
غير أن الوضع مع فيلم «الديكتاتور» كان مختلفاً. إذ إنّ إعلانات الشريط المكثّفة بشّرت الجمهور بجرعة كوميدية ممزوجة بالسياسة التي يشتاق الناس إلى مشاهدتها على الشاشة الكبيرة. كما أنّ قصة الشريط الذي كان اسمه «بامبوزيا»، وحدها كفيلة بجذب الجمهور. وخصوصاً أن هذا هو أول شريط مصري يتناول قصة الحاكم المستبدّ الذي يترك لأولاده فرصة تخريب البلاد فيما الشعب يعيش معاناة منذ سنوات طويلة.
أول شريط مصري يتناول قصة الحاكم المستبدّ
يبدأ الفيلم من محاولة انقلاب ناجحة يقودها الديكتاتور شنن الذي يتولى السلطة ويرفع شعار «أنا الدولة والدولة أنا». ثمّ يتزوج سريعاً وينجب توأماً هما حكيم وعزيز (لعب دورهما خالد سرحان). غير أنّ الولدين لن يكونا أفضل من الأب. هكذا، سيتحوّل الأوّل إلى فاسد مالياً والثاني فاسد أخلاقياً. وتستمر الأحداث التي تعتمد على مواقف مستمدة مما يحدث في دول العالم الثالث، حتى تزيد فضائح عزيز فيقرر الأب إرساله في زيارة إلى مصر تفادياً لغضب الشعب.
هناك، يواصل عزيز علاقاته النسائية إلى أن يصادف مدرِّسة تاريخ تؤدي دورها مايا نصري. وبعد سلسلة من الأحداث غير المنطقية، يقع عزيز في غرام المدرِّسة، وخصوصاً بعد سقوط حكم والده وهربه مع شقيقه من الإعدام ليقعا في يد مواطن «بامبوزي» ينكّل بهما. غير أنّ بعض مناصري الحكم السابق ينجحون بالسيطرة على الانقلابيين. هكذا يعود الديكتاتور شنن للحكم من جديد مع نجله حكيم الذي باع كل مؤسسات الدولة إلى الأجانب. تصل هذه الأخبار إلى عزيز الذي يترك حبيبته المدرِّسة ويعود إلى الحياة المرفّهة من جديد.
رسالة الفيلم حسب الممثل خالد سرحان أنه لا يمكن لشاب تربى في القصور أن يتنازل عنها بسهولة حتى لو تعرّض لموقف عصيب كذلك الذي تعرض له عزيز عندما فقد نفوذه مع سقوط والده. وذلك لأنه بمجرّد العودة السلطة تُنسى المواقف الصعبة، وخصوصاً في المشهد الذي تظهر فيه السيارات الفخمة التي أرسلها الملك لاصطحاب ابنه. إذاً، أراد أصحاب الفيلم تقديم نهاية واقعية بعيدة عن القصص الخيالية كما يقولون. غير أنّهم رسّخوا في الوقت عينه فكرة استمرار الديكتاتور من جهة وفشل المعارضة في أن تكون بدلاً للديكتاتور وورثته من جهة أخرى. كأن الرسالة غير المباشرة التي يريد أن يوصلها الشريط أنه لا أمل في التغيير، وأن أبناء الديكتاتور سيستمرون على العرش لأجل غير مسمّى. وربما لهذا، وافقت الرقابة على الفيلم من دون حذف جملة واحدة!