strong>ليال حدادالخبر المفرح أن ««مركز سكايز» وسّع نشاطه من الدفاع عن «الحريّات الصحافيّة والثقافيّة» إلى... العمل النقابي والمطلبي، إذ نظّم، مساء أمس، في مقرّه البيروتي، لقاءً تضامنياً مع الإعلاميين المصروفين من «النهار» وMtv. أما الخبر المحزن، فهو أن أيّاً من هؤلاء المصروفين لم يأت للمشاركة في التضامن معه، إذا استثنينا إلياس خوري ومي ضاهر يعقوب. «الصحافيون المصروفون خافوا على تعويضاتهم، وقد وصلتنا أخبار أن بعضهم تعرّض لتهديدات داخل مؤسسته لمنعه من المشاركة. هذا إرهاب مهني لا يمكن أن نقبل به». جيزيل خوري تتحدّث بانفعال ظاهر، فإذا بها «باسيوناريا» هذا التحرّك بامتياز.
لكن إلياس خوري سرعان ما سرق منها الأضواء. انبرى الروائي اللبناني إلى تفصيل حيثيات ما جرى: «وصل ساعي البريد يوم الجمعة، حاملاً رسائل الصرف، وعندما منع من تسليمها باليد، اتّصل بالموظفين واحداً واحداً، فنزلوا لتسلّم رسائلهم، ليكتشفوا أنّ الظرف يحمل رسالة الاستغناء عن خدماتهم». كان يبتسم وهو يروي القصّة، موزّعاً «اللطشات»، ومركّزاً على دور «الإدارة الجديدة» في عملية الصرف. وكانت الخلاصة: «لا نريد العودة. المسألة مسألة إهانة وانتهاك كرامة، ونريد اعتذاراً من المؤسسة». ولم يقف صاحب «باب الشمس» عند هذا الحدّ، بل رأى أنّ الإهانة تطال أيضاً «النهار» نفسها، التي طالما دافعت عن الحريات. كلامه استفزّ المسرحي اللبناني روجيه عساف الذي جاء متضامناً. بالنسبة إليه القضية واضحة: ««النهار» مؤسسة يمينية استغلالية رأسمالية، ولا أفهم لماذا نستغرب منها هذا التصرّف؟». في الصف الأمامي راح الياس خوري يهزّ رأسه علامة الموافقة، قبل أن يزيد أنّه فرح بعملية «زعبه» من الموقع الذي تربّع فيه منذ 17 عاماً.
خمسون موظفاً طُردوا من «النهار» وقرابة 35 آخرين ينتظرون مصيرهم في الأسبوعين المقبلَين. لكن الأمر لا يشغل بال المؤسسات النقابيّة: «ليس عندنا نقابة»، صرخت صحافيّة شابة بين الحاضرين، وأشارت إلى صمت طارق متري، وزير الإعلام الجالس إلى المنصّة قرب مالك مروة ممثّل أصحاب الصحف... أي الجهة التي يقام اللقاء ضدّها مبدئيّاً! امتنع الوزير عن إبداء رأيه في ما حصل، واكتفى بدعوة جميع الأطراف إلى الحوار للوصول إلى حلول تقلّل من الخسائر. وكالعادة، ذكّر الوزير بميثاق الشرف الإعلامي الذي دعا إليه، «لكنّ بعض الأطراف أجهضته».


نهاية مرتبكة