صباح أيوبهكذا، فقد الحاكم أعصابه بعدما كُشف أمره للعلن. هو الذي حاول على مرّ السنين الحفاظ على صورته وإخفاء فساده في المؤسسات الرسمية والخاصة من خلال وضع يده على الإعلام الإيطالي. صاحب شركة «ميدياست» التي تمتلك ثلاث محطات تلفزيونية محلية تجارية، يتمتّع أيضاً ـ بصفته رئيس الوزراء ـ بصلاحية التحكم المباشر بالمحطة الرسمية «راي تي في». إضافة إلى ذلك، هو يمول مجموعة صحف ومجلات موزّعة على أقاربه وأصدقائه. لكن كل ذلك لم يمنع ما بقي من الصحافة الحرّة في ايطاليا من التجرّؤ على كشف خبايا الرئيس. ما أدّى الى سلسلة ملاحقات وتغريمات قادها برلسكوني والوزراء التابعين له لمعاقبة المؤسسات الاعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة (راجع الكادر).
«قاضيني أنا أيضاً»، «لا للطاغية، نعم لحرية الإعلام»، «الديموقراطية في خطر» و«أنقذوا حرية إيطاليا»... شعارات أطلقها المتظاهرون في روما السبت الفائت حيث جابوا الشوارع وتجمهروا في الساحات وتقدّمهم الحزب الشيوعي الإيطالي، ومنظمة «مراسلون بلا حدود» (في ايطاليا)، و«الهيئة الوطنية للصحافة»، وكتّاب وفنانون وإعلاميون ايطاليون بارزون. أما ردّ برلسكوني لدى ابلاغه بقرار التظاهر كان: «هذه مسرحية تسيء إلى صورتنا في الخارج»!


ثمن الجرأة