زينب مرعيمساء اليوم، ستُلهب موسيقى الراب «مسرح المدينة» ضمن «مهرجان الراب الأوروبي ــــ اللبناني». وحفلة الليلة هي حصيلة خمس ورش عمل (7 ــــ 9 أكتوبر) اندرجت ضمن احتفالية «بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009»، ونظمها «المركز الثقافي الألماني ــــ غوته» بالتعاون مع «جمعيّة السبيل» والمركز الثقافي الإيطالي والبعثة الثقافية الفرنسية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي. والراب يأتي ضمن اهتمامات «غوته» بالتواصل مع الشباب. ومختلف الأطراف المشاركة في إطلاق المبادرة، تتعامل مع هذا الشكل الموسيقي/ المديني على أنّه فعل ثقافي بحت، يستمدّ أهميته من نقل نبض الشارع. وعلى هذا الأساس، ارتأى المنظّمون، بالتعاون مع مكتبات «السبيل» التي احتضنت ورش العمل، نقل الراب من الشارع والفضاءات الهامشيّة إلى فضاء ثقافي مكرّس كـ«مسرح المدينة». علي صبّاغ، منسِّق المشروع على مستوى «السبيل»، يؤكّد عدم فرض أيّة شروط على الفنانين، في ما يتعلّق بالحفاظ على «اللّغة الراقية». الفكرة هي تركهم يتفاعلون على طريقتهم مع رهبة «الأماكن الثقافيّة أن تفرض قوانينها على كلّ من يعبّر عن نفسه من خلالها». كان همّ المنظّمين الحفاظ على ما يميّز تلك التجارب، لأنّ «لغة الشارع» المنبثقة من هذه الموسيقى تكتنف التمرّد والثورة والاحتجاج، وتقول غضب الشباب ونظرتهم الخاصة إلى المشاكل الاجتماعيّة والسياسية والاقتصادية... لذا

جمعيّة «السبيل»: مفهوم أوسع للمكتبة العامة

كانت كلمات الأغاني أو الشعر من أهم الشروط التي جرت معاينتها قبل اختيار الفرق التي ستدير الورش. وتشير منسّقة المشروع ميشال بوليكفتش إلى الاهتمام الكبير «بالكلمة وبالرسالة التي تنقلها الأغنيات». ماذا عن الفنّانين القادمين من ألمانيا، إيطاليا وفرنسا؟ تجيب بوليكفتش: «اخترناهم على أساس خبرتهم في تنشيط ورش عمل مع الهواة الشباب». أحاطت الورش بجميع مكوّنات عالم الراب، وتوزعت على مكتبات «السبيل» في المناطق اللّبنانيّة. في الباشورة، أقيمت ورشة تحول علاقة الراب بالفيديو، فيما احتضنت «مكتبة الجعيتاوي» ورشات الـ Beat Box. «ورشة بعقلين» تناولت الأداء المسرحي الملازم لهذا الفنّ. أمّا في «مكتبة طرابلس»، فكان الإيقاع هو المحور.
ولعل الورشة الأكثر ابتكاراً، هي تلك التي دارت في الهرمل، حول الكلمة والشعر كما يوظّفهما الراب عادةً. لكن الإضافة النوعيّة، كانت خلق حالة من «مبارزة» بين نوعين من الشعر يعتمدان أساساً على العفويّة والارتجال: الراب والزجل. وأخيراً، يشير علي صبّاغ إلى مبادرة «مكتبات السبيل العامة» إلى احتضان هذا المشروع، بصفتها إشارةً إلى فلسفة الجمعيّة: «لدينا نظرة واسعة إلى المكتبة العامة، فهي ليست مكاناً لإعارة الكتب فقط. هي أولاً، مكان منفتح على النشاطات الثقافيّة بمختلف أشكالها، وهي لكلِّ الناس على اختلاف هواياتهم وتطلّعاتهم».