الموعد الذي بات تقليداً على روزنامة الخريف المغاربي، يجمع بين أنواع ومدارس مختلفة في «مركز الموسيقى العربيّة والمتوسطيّة»
تونس ــ سفيان شورابي
لم يتخيّل عاشق الموسيقى، البارون الإيطالي رودولف ديرلانجيه، وهو يشيّد «قصر النجمة الزهراء» على هضبة سيدي بو سعيد المشرفة على خليج تونس العاصمة، أن يتحول منجزه المعماري إلى ملتقى لموسيقى الشعوب. هناك، في رحاب المعلم التراثي العابق بالزخرفات الأندلسيّة الذي بني بين 1912 و1922، ستلتقي أجناس موسيقية تقليديّة وعالميّة، ما زالت تحتفظ بخصوصية جذورها.
حوّل «مركز الموسيقى العربية والمتوسطية» دار البارون ديرلانجيه قبلةً لأنماط موسيقية عالميّة، عبر «لقاء الموسيقات التقليدية والموسيقات المستلهمة من التقاليد» الذي انطلق أمس، في دورته الرابعة، ويستمرّ حتّى 24 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي. أضحى «أكتوبر الموسيقى» أو «موسيقات»، موعداً ثابتاً على الروزنامة الثقافية التونسيّة، وقد أخذ على عاتقه «ردّ الاعتبار إلى الموسيقى التقليدية سماعاً وتأثيراً». وتتميّز الدورة الحالية، بالانفتاح على موسيقى الغجر للمرة الأولى.
الفنان المجري روبي لاكاتوس هو الذي افتتح المهرجان مساء أمس. العازف الملقب بعفريت الكمان، اشتهر ببحوثه التجريبيّة للمزج بين موسيقى الجاز والأغاني الغجرية، وقدّم مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية المجبولة بالفولكلور المجري. وبعد لاكاتوس وكمنجتهه، سيشهد المهرجان حفلات متنوعة، تراوح بين الإنشاد الديني والعزف الوتري والمقطوعات الصوفية. يلتقي الجمهور التونسي بأنواع موسيقية تتوارثها الشعوب، فيما تضيق بها أكثر فأكثر شبكات التوزيع والبث، لتمحورها حول معايير استهلاكيّة منمّطة وسريعة المردود ماديّاً...
مساء اليوم، تقدّم «فرقة سليمان داود للإنشاد الصوفي» (سوريا) تراتيل قرآنية، مواصلة رسالة مؤسّسها الراحل سليمان داود قارئ القرآن السوري. وستنشد الفرقة موسيقى روحية ودنيوية دمشقية بقيادة حامد سليمان داود. من جهته، سيقدم الشيخ سليم الفرقاني ومجموعته (13 /10)، أمسية من التراث الموسيقي لمدينة قسنطينة الجزائرية. يُذكر أن الفرقاني، يعزف موسيقى

من التقاليد الإسلاميّة والعربيّة إلى المنغول والغجر

المالوف والحوزي، على العود ذي الأربعة أوتار، مساهماً بذلك في إحياء لهذا اللون الموسيقي الضارب في القدم، والمهدّد بالضياع.
أما فرقة «إيغشيغلن» المنغولية (14/ 10 )، فستبحر بنا في غياهب حضارات آسيا الوسطى، مع موسيقى وإنشاد ورقص تقليدي. ثم تليها المجموعة الفرنسية «بربرا فورتونا» (15/ 10)، في مقطوعات إنشاد بوليفوني من تقاليد جزيرة كورسيكا.
الأمسية التونسية الوحيدة على البرنامج، يحييها «التخت الموسيقي لتونس» بقيادة عازف العود كمال الفرجاني (16/ 10)، في برنامج يتضمن الموشحات والفوندو وأغاني شعبية حضرية وبدوية. من جهتها، تقدم الفنانة البنغلاديشية فريدة برفين (17/ 10)، أمسية أناشيد صوفية للشاعر الناسك لالون فقير. وكما هو معروف، تتبّعت برفين منابع الموسيقى الهندية، وطعّمتها بتجربتها في الموسيقى الدينية الإسلامية. كما يحظى الجمهور التونسي بفرصة التعرف إلى نوع موسيقي جديد مستمد من موسيقى الفلامنكو، في حفلة للبرتغالي رودريغو كوستا فيليكس (20/ 10) الذي أعطى روحاً جديدة لموسيقى الفادو.
ومن الهند، تجلب سودها راغوناثان وفرقتها (21/ 10)، معزوفات من الإنشاد الكرناتي لجنوب القارة الهنديّة، تليها (22/ 10) منشدة الغزل الأفغاني فريدة محواش وفرقتها (انظر البورتريه إلى اليسار). ستؤدّي الفنانة المقيمة في الولايات المتحدة أغاني تحتفي بالحب الصوفي من رصيدها الذي يتجاوز 500 أغنية، وهي قصائد لكبار شعراء العشق الإلهي أمثال جلال الدين الرومي.
أمّا حصّة أميركا اللاتينية، فمحفوظة مع الفلكلور البرازيلي، ورباعي ريناتو بورغاتي (23/ 10). تقدّم الفرقة خلطة بين التانغو والسامبا والجاز وموسيقى القوشو. وستكون إينور، المغنية التركية ــــ الكردية، مسك الختام، إذ يقفل البرنامج معها هذا العام (24/ 10)، بباقة من الأغاني الآتية من هضاب الأناضول.


حتى 24 ت١ (أكتوبر) الحالي ـــ «قصر النجمة الزهراء» (تونس العاصمة) ـــ للاستعلام: +21671746051
www.musiqat.com