بشير صفيريستضيف مهرجان «موسيقات» في 22 ت١ (أكتوبر) المغنية فريدة محواش، المعروفة باسم «الأستاذ محواش». المرأة الوحيدة الحائزة لقب «أستاذ» في بلادها، ستقدم أمسية غناء كلاسيكي أفغاني، أو ما يعرف في أفغانستان والجوار بـ«غزل». فريدة محواش مولودة عام 1947، أي في العصر الذهبي للموسيقى في بلادها. عصرٌ أسهم في ولادته انطلاق الراديو الأفغاني مطلع الأربعينيات الذي كان يبث الأغاني في الساحات عبر مكبرات الصوت. منذ صغرها، ألمّت فريدة بالغناء لكنها لم تخض غمار الفن حتى التحاقها بالراديو لتصبح المغنية «الرسمية» فيه منذ 1968، بعدما اكتشف موهبتها أحد الأساتذة المرموقين. بدأت بدراسة الموسيقى وأصول الغناء الكلاسيكي المحلي والهندي (بطبيعة الحال)، فنالت لقب «أفضل مغنية» لسنة 1970. وعام 1977 كان مفصلياً في حياتها. إذ نالت لقب «أستاذ» (أو معلمة)، وباتت تُعرَف بـ Ustad Mahwash. وكانت المرأة الأولى التي تحظى بهذا الشرف. في الثمانينيات، عانت من صعود الحركة الطالبانية، ومن الصراعات الدائرة مع السوفيات. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ضيّق التزمّت الديني عليها الخناق، فغادرت إلى باكستان ومن ثم إلى الولايات المتحدة.

طاقة صوتية كبيرة، وبراءة في النبرة كأنّها لفتاة في مقتبل العمر

أحيت محواش الإرث الغنائي الأفغاني من خلال حفلات قدّمتها مع مجموعة من المؤلفين والموسيقيين المنفيين والمشتتين في الغرب. وأبرز ألبوماتها «راديو كابول» (2003) الذي تغني فيه مجموعة من الألحان تكريماً للمؤلفين الأفغان الذي تركوا إرثاً فنياً كبيراً ما زال مجهولاً في العالم. وهي تقوم، لهذا الغرض، بجولات عالمية لإعطاء صورة مختلفة عن أفغانستان. وقد زارت محواش لبنان عام 2004 ضمن «مهرجانات بيت الدين» في رسالة سلام موسيقية جمعت فرقتها بفرقة الموسيقي الكلاسيكي الشهير جوردي
سافال.
تخصصت محواش في أداء الغزل الأفغاني الذي نجد جذوره في القواعد الموسيقية الهندية والفارسية خاصة. كما تحرص على تقديم الأغاني مع مرافقة موسيقية تقليدية. ولا تزال المغنية الستينية تملك طاقة صوتية كبيرة، وبراءة في النبرة كأنها لفتاة في مقتبل
العمر.