حسين بن حمزة
بالتعاون مع معهد «غوته»، تستضيف جمعية «أمم للتوثيق والأبحاث» معرضاً لـ 14 مصوراً ألمانياً عايشوا بكاميراتهم سقوط جدار برلين. عاش الجدار 28 عاماً، ونشأت على جانبيه برلينان. السياسة أزاحت اللغة الواحدة والتاريخ الموحد جانباً، وأخفت التفاصيل الاجتماعية والثقافية والفردية التي انقسمت بفظاظة على طرفي العاصمة. الحرب الباردة لعبت دوراً مفصلياً في جعل ألمانيا الشرقية رأس حربة المعسكر الاشتراكي في أوروبا ضد المعسكر الرأسمالي.
تعيدنا الصور إلى اللحظة التاريخية التي انطبعت في أذهان الملايين مخلوطةً بالهيجان العاطفي والهذياني للأمواج البشرية التي عبرت من شرق برلين إلى غربها لأول مرة من دون تأشيرات سفر. المعرض يحتوي على صور لتلك الجموع المنتظرة أمام البوابات، وأخرى لمحتفلين يشربون أنخاباً ويغتسلون برذاذ الشمبانيا والمطر معاً. صور أخرى لساحة بوتسدام وبوابة براندبورغ والشوارع القريبة من الجدار الذي يبدو في صور أخرى وقد بدأت ورشة هدمه. رافعات عملاقة تنقل أشلاءه وأنقاضه، مانحةً إيانا فرصة مشاهدة الحشود الغرافيتية التي رسمت وتراكمت عليه طوال سنوات فصله بين أبناء الشعب الواحد. الصور مصحوبة بفيلم قصير يتضمن المشاهد نفسها التي نراها في الصور. لكنها هنا في شريط حي، يمكِّننا من مشاهدة حشود الألمان الشرقيين يتحدثون عن انطباعاتهم الأولية تجاه الحدث الاستثنائي الذي سيُلصق طرفي حياتهم مجدداً. يتضمن الفيلم شهادات لأربعة مراسلين غطوا الحدث مباشرة. يُرينا الفيلم التقارير المصورة التي أنجزوها أثناء الحدث، ثم نراهم يقدمون شهادات مهنية وشخصية بعد مرور 20 سنة على سقوط الجدار. يستعيد الراوي قول فرنسوا مورياك: «أحب ألمانيا، وأنا سعيد لوجود اثنين منها»، فنشعر بأن جمال العبارة لا يحجب عن الألمان جمال وحدتهم.


حتى 24 ت1 (أكتوبر) ــــ «الهنغار» (حارة حريك ـ بيروت)
للاستعلام: 01/553604