سناء الخوريوعلمت «الأخبار» من مقرّبين على بيّنة من تطوّرات القضيّة، أنّ القيّمين على صالة «متروبوليس» أرسلوا نسخةً من الشريط إلى «المديرية العامّة للأمن العام» منذ ثلاثة أسابيع، كما تقتضي القوانين، لكنّهم لم يتلقّوا الإجابة الشافية إلا في الأيام القليلة الماضية، إذ طلب الرقيب حذف مشهد من الفيلم.
وبعد أخذ وردّ، أصرَّ المسؤول على أنّ عرض المشهد غير وارد.
هنا التفت المعنيّون إلى زياد بارود، وزير الداخليّة المصرّف للأعمال، طلباً للعون...

الشريط عُرض كاملاً في «أيام بيروت...» 2008

لكنَّ الانتظار كان لا يزال، مساء أمس، سيّد الموقف. المفارقة أنَّ الفيلم عرض كاملاً «لمرّة واحدة فقط»، في افتتاح «أيام بيروت السينمائيّة» خريف 2008، من دون أن تعترض الرقابة.
نسارع ونوضح للجمهور أنّ المشهد الملعون لا يتضمّن ما «يخدش الحياء والآداب العامّة»، ولا أي قدح وذمّ أو تجريح بشخص أو جماعة.
كلُّ الحكاية لقطة لرجل عجوز يزور قريته عين الحلزون مع زوجته. زيارتهما تلك موسميّة، بعدما هُجِّرا خلال الحرب الأهليّة، كما حصل مع لبنانيين كثر. التقى المخرج الثنائي مصادفةً، خلال تصويره «سمعان بالضيعة»، فأجرى معهما حديثاً عفوياً. يتحدّث العمّ عن أيام الحرب والخوف والعزلة التي مرّت على أهل القرية، وعلى لبنانيين كثر.
الحديث لا ينكأ جراح الماضي، بل يتطرق إلى الحالة الراهنة الرازحة تحت نير الذكريات المكبوتة... لعلّ الرقيب استُفزّ عندما تناول العجوز المذكور انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجبل، وقال إنّه «أعطى الضوء الأخضر للاشتراكيين للهجوم علينا». جملة مزعجة ربّما، لكن أليست وظيفة الفنّ أن يكشف المسكوت عنه وينكأ الجراح؟
أمّ أنّ ذاكرة الحرب الأهلية مسألة لا يجب أن تحسم أصلاً، وسط مشهد سياسي مليء بالعنف اللفظي والاتهامات والشتائم، وقصّة لا يجب أن تروى إلا همساً؟