بيار أبي صعبمن علامات الانحطاط التي لا تخطئ، ضياع قواعد اللعبة الديموقراطيّة وتقاليدها، والتطاول على القيم والرموز بخفّة عجيبة، باسم النقد، وتحت غطاء الحريّة. ونحن نتمنّى، بصدق ومحبّة، ألا يكون هذا العارض قد أصاب غسان حجار ـــــ وهو برأينا أهمّ من السلطة الصاعد إليها بغبطة ونشوة تخدّران الحسّ النقدي (موقتاً؟) ـــــ إذ سمح لنفسه بأن يكتب كلاماً غريباً، مستهجناً، عن روجيه عسّاف، من دون أن يسمّيه («نهار الشباب»، 8 أكتوبر).
من حقّ مدير تحرير «النهار» أن يساجل المعلّم الكبير طبعاً، بقسوة إذا لزم الأمر، فالسجال الفكري ما دام راقياً يحتمل القسوة. من واجبه أن يدافع عن مؤسّسته الإعلاميّة التي تعرّض لها عسّاف بالنقد في أحد المحافل العامة. هذا تصادم بين وجهتَي نظر في النهاية. أما أن يصفّي حساباته مع صاحب «أيّام الخيام»، من دون الدخول في صلب الموضوع الذي يهمّ القرّاء، مكتفياً بالتحقير والتشهير... أن يشير إليه بالغمز «مخرجاً «عظيماً» حائراً في أمره في الحياة، وقد يستمر كذلك إلى حين مماته (...) وهو غير عالِم في ما سيفعله في غده، أو ربما في حاضره، بعدما دهمه الشيب وتجاوز رأسه، فعمد الى إخفاء شعر زوجته»... فذلك التجنّي يسيء إلى فضاء النقاش ـــــ وكلّنا مؤتمن عليه ـــــ ويجرح مشاعر جمهور واسع على امتداد العالم العربي والعالم.
حين بدأنا الكتابة، كنّا ننوي توجيه تحيّة إلى روجيه عسّاف، على الجهد الدؤوب الذي بذله في الجزء الثاني من موسوعته الشخصيّة «سيرة المسرح، أعلام وأعمال» وهو مخصص للقرون الوسطى (دار الآداب). لكنّ الكلام أخذنا إلى وجهة أخرى، ولم يبقَ لنا سوى أن نهدي كتاب «المخرج العظيم» إلى الصحافي المجتهد غسّان حجّار.