لا جديد في اللقاء الذي نظّمه أمس الإعلاميون المصروفون من «المؤسسة اللبنانية للإرسال». رغم الحضور الكثيف، لم يعلن هؤلاء الخطوات اللاحقة لتحرّكهم
ليال حداد
لم يكن أحد يتوقّع هذا الحضور الإعلامي الكثيف الذي شهده اللقاء التضامني مع الموظّفين المصروفين من LBC وعقد في مركز «نادي الصحافة» أمس. قبل أسبوع واحد فقط، لم يحضر نصف هؤلاء للتضامن مع المصروفين من «النهار» وMtv في مركز «سكايز». غير أنّ الطابع السياسي الذي اتخذته قضية صرف العاملين في «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أدّى إلى كلّ هذه «التعبئة». وقد بات واضحاً أنّه حتى القضايا المطلبية والإنسانية دخلت «بازارات» الاصطفافات والحسابات والخنادق السياسية والطائفية.
في الصفوف الأمامية، جلس رئيس «الاتحاد العمّالي العام» غسان غصن، وممثلة وزير الإعلام لور سليمان ورئيس «الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة ـــــ لبنان» الأب طوني خضرا، ومدير «مؤسسة حقوق الإنسان» وائل خير، ومجموعة من الصحافيين، بينهم جورج بكاسيني وملحم رياشي...
ورغم الغضب الذي بدا واضحاً على كل المشاركين، رفضت دنيز رحمة فخري وديامان رحمة جعجع وفيرا بو منصف ـــــ اللواتي جلسن على المنصة الرئيسية ـــــ تحويل اللقاء إلى حفلة شتائم وهجوم على إدارة LBC. على العكس، طغى الطابع الإنساني على النقاش الذي دار بعدما تلت فخري بياناً باسم الموظفين المصروفين: هذا موظّف عمل لأكثر من عشر سنوات ثمّ صرف من دون أي إنذارٍ . وهذا إعلامي عاجز عن دفع أقساط أولاده بعدما استغنت LBC عن خدماته، ولم يحصل إلا على جزء يسير من تعويضه. وهنا امرأة حامل طردت من وظيفتها من دون أي مراعاة للقانون الذي يحرّم صرف الحوامل. حتى إن بعض المصروفين من «النهار» شاركوا في اللقاء للاحتجاج على «التضحية» بسنواتهم الطويلة من العمل تحت القصف والضرب «بشخطة قلم».

دعوة إلى إنشاء نقابة محررين جديدة
ولعلّ هذه الحالات المأسوية، دعت خضرا ومعه رياشي وعمر حرقوص وغيرهم للدعوة إلى إنشاء نقابة محرّرين جديدة، في ظلّ تقاعس النقابة الحالية التي لم يشارك أي من ممثليها في اللقاء. غير أن هذه الدعوة لم تلق آذاناً صاغية، وخصوصاً أنها تحوّلت إلى تقليد فولكلوري في كل اللقاءات والأحداث الصحافية.
إلى جانب هذه الدعوة، بدا اللقاء صرخةً من المصروفين لا أكثر، من دون تحديد أي خطوات تصعيدية أو قانونية. وهو ما أكّدته فخري «لقاؤنا هو كي نوضح للعالم أننا مظلومون». ثمّ قرأت البيان الذي عرض صدمة المصروفين، وبكت، فبكت معها ديامان، عندما وجّهت تحية إلى العاملين في LBC «نعرف أنكم معنا ونحن أيضاً معكم... ولكم نقول: كنا نظنّ أن مترع الحرية والحق هو فقط هناك، داخل LBC... فإذا بالألم يرسم لنا دروباً من الانتهاكات...»
لكن، ما هي الأسباب الحقيقية للصرف؟ سألت إحدى الصحافيات المتضامنات. فجاء الردّ من ديامان جعجع «طردنا لأسباب سياسية والأمر بات واضحاً» لتردف المذيعة اللبنانية بصيغة السؤال: وإلا، فلماذا طردنا من قسم الأخبار نحن الثلاثة (هي ودنيز وفيرا) فقط؟
غير أنّ نجمات اللقاء الثلاث ساندهن بعض عناصر رجال الأمن الذي صرفوا من عملهم أيضاً. «كلّنا قوات بالأمن» يقول شاب وقد تدلّى صليبه المشطوب من رقبته. بالنسبة إلى هؤلاء، المحطة تسعى إلى تطهير كوادرها من القواتيّين «لانقضاض بيار الضاهر على إرث بشير الجميّل في المحطة» تقول إحدى المصروفات.