زينب مرعي حليقة الرأس كانت. ترتدي فستاناً أسود وتضع قرطين كبيرين، يهتزّان من فرط الحيويّة والشغف. لم تكن لتلاحظ وجود أحد غيرها على طاولة الحوار التلفزيوني، الذي استضافها عشية عرض «الخادمتان» في التسعينيات. كانت هذه «سيدّة جان جينيه». أمّا اليوم وبعدما عاد الشعر يكسو رأسها، فهي رينيه ديك مجدداً. جواد الأسدي قرّر تكريم إحدى رائدات المسرح اللبناني في الستينيات، كرّست حياتها للمسرح، وأعطت الكثير لمدينتها بيروت، التي «قابلت المحبّة بالجفاء». هذا التكريم جاء في اللّيلة الافتتاحية لتظاهرة «جان جينيه بعيون عربيّة» ، التي انطلقت في «بابل» بعرض مسرحيّة «الخادمتان» (راجع المقال في مكان آخر من الصفحة).
أدّت رينيه ديك دور «السيدة» في «الخادمتان» للمرّة الأولى عام 1971 مع التونسي الراحل عبد الرزّاق الزعزاز، وفي المرّة الثانية مع جواد الأسدي، عندما أخرجَ المسرحية للمرّة الأولى عام 1995. لكن مقاربة الزعزاز للمسرحية، وخصوصاً دور السيدة، كانت مختلفة عن رؤية الأسدي. الأول بقي أكثر وفاءً لنص جينيه. وتعترف رينيه ديك بأنّها تميل إلى مقاربة صاحب «حمام بغدادي»، الأكثر تحرّراً من النص الأصلي. وهو الأمر الذي سمح لها بإبراز طاقاتها. تقول: «أنا وجواد الأسدي نتشارك حبّ الفانتازيا على المسرح، وهذا ما أضافه في مقاربته للمسرحيّة».