بروكسل ــ وسام عبد الغنيالشاعرة بمجلسها الأدبي في قرطبة خلال القرن الحادي عشر الميلادي، وفيه كانت تجمع أهل الشعر والفن بالوجهاء من هواة الأدب. وكان الشعراء يخوضون في مجلسها غمار منافسات شعرية غالباً ما تقود إلى فرز «غث الشعر من سمينه» وفق معايير النقد في تلك المرحلة. وقد اشتهرت شاعرة قرطبة بقصة حبّها مع ابن زيدون الشاعر الأندلسي، في واحدة من أشهر قصص المعاناة والهجر في الأدب العربي. ومثلما كان مجلس ولّادة ثمرةً لانفتاح المجتمع الأندلسي، فإن «صالون بروكسل» يبغي، من خلال استعادته اليوم ذكرى ابنة المستكفي، الانحياز إلى هذا النموذج المشرقي على مستوى التفاعل الثقافي وأجوائه الخلاقة.يفتتح الصالون عند السادسة مساء 23 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، بأمسية شعريّة على أنغام آلة السنطور مع العازف العراقي وسام أيوب العزاوي، يرافقه المغربي عزوز الحوري على آلة العود، يرافقهما عزيز المكيشري في مواويل وموشحات من شعر

شعر ومعارض ومسرح، واحتفاء بولاّدة بنت المستكفي

ابن زيدون. تلي الافتتاح قراءات شعريّة مترجمة، يتولاها لفيف من الشعراء، قبل أن يتركوا الكلمة لعرض مسرحي لنبيل غاشم تحت عنوان «زعتر ونعناع وزيت زيتون». يمسرح الفنان التونسي المقيم في أميركا قصائد عربية اختارت لها المنفى مداراً.
ويشارك في هذه الدورة شعراء عرب وأجانب. إذ تشارك الشاعرة السورية مرام المصري والعراقية المقيمة في الدنمارك دُنى غالي والمغربية سهام بوهلال والفرنسية من أصل جزائري حواء جبالي، والسورية المقيمة في استوكهولم منهل السرّاج. كذلك العراقي المقيم في مدريد عبد الهادي سعدون، الشاعران المغربيان المقيمان في فرنسا حمد ميلود غرافي وجمال بدومة. ومن بلجيكا، يشارك الشاعر الجزائري جمال بنمراد والروائي المغربي علال بورقية. كما يشارك من إسبانيا كل من الشاعرة شانتال مايار والشاعران أدولفو باربيرا وأنطونيو لوبيز بينيا ومن بلجيكا الشاعرة الفلمندية لوسيان ستاسار والشاعران بارت فونك ودانيال سيمون وتوم نيس من لوكسمبورغ، إضافة إلى الشاعر الفرنسي من أصل كاميروني ياماي كان والتركية قدر سيفينك. كما يشهد الصالون تنظيم معرض للفن التشكيلي تشارك فيه الجزائرية سامية سماحي والتونسي محمد التريكي. يختتم الصالون في 25 الحالي، باستعادة لعرض غاشم.

http://www.culture-arabe.irisnet.be/salon09.htm