أسامة دياب لم يغادر مكانه الأول
خليل صويلححكايات ميثولوجية أبطالها أشباح وطيور ووحوش
إذ نصطدم في الجزء الثاني من المعرض، ببورتريهات ترصد أشكالاً من القبح البشري، عبر تحوير الوجوه لتفقد ملامحها الإنسانية. الخطوط الخشنة تقود هذا التشكيلي إلى مناطق حلمية مفتوحة على الارتجال وسطوة الذاكرة السردية والبصرية، كما لو أنها مرسومة على الجدران في علاقات لونية متشابكة، تطيح المنظور بقصدية واضحة، قد تحيلنا إلى رسوم المعلم أبي صبحي التيناوي، وإن اختلفت الرؤية. هكذا تطير الأنثى بأجنحة وهمية، فيما تحيطها السهام في أرضية اللوحة. كائنات أسامة دياب تستمد أشكالها من الميثولوجيا المحلية، وأسطرة احتدامات الشارع، لتنتهي إلى العزلة والفراغ. في متوالية «الفستان»، سنفتش عن الجسد الغائب، ونتحسس الرائحة وحدها. فقبل قليل كانت امرأة تحرّك الهواء بإيماءاتها، وهذيان الجسد المتوحد. التلاشي والحضور سمتان أساسيتان في أعمال هذا التشكيلي المضطرب. هو لا يتوقف في منطقة لونية واحدة. يسعى إلى مزج سرديات بصرية متعددة ومتجاورة ومتنافرة في آن واحد. من الغرف الضيّقة التي تفتقد الأوكسجين، إلى المساحات المفتوحة التي تتيح له اللعب والتأرجح بين الخطوط والألوان، كما لو أنّه ينبش في كتاب حكايات للأطفال. وإذا به يعيد كتابة هذه الحكايات بأقصى حالات الارتجال والدهشة. حتى31 تشرين الأول (أكتوبر) ــ «غاليري أيام»، دمشق ـــ 963116131088+
www.ayyamgallery.com