محمد عبد الرحمنصحافية شابة لا يعرفها الجمهور تظهر على شاشة «المحور» في برنامج «48 ساعة» لتعترف بأنها كانت الطرف الثاني في المكالمة التي أودت بالنائب والإعلامي الرياضي الأشهر في مصر أحمد شوبير إلى النيابة العامة. الظهور المفاجئ لهبة غريب، بعد فصلها من جريدة «الفجر»، جاء يؤكد أنّ حروب الفضائح مستمرّة. القضية التي خرجت إلى العلن أخيراً، تتلخص في أنّ الصدام الإعلامي الدائم بين أحمد شوبير ومرتضى منصور المحامي الشهير ورئيس نادي «الزمالك» السابق شهد هدنةً طويلةً ظن كثيرون أنّه يعني انسحاب منصور من المعركة بعد خسارته انتخابات «الزمالك» الأخيرة، وتوقّف شوبير عن مهاجمته في برنامجه اليومي المعروف على شاشة «الحياة».
لكن مرتضى منصور الذي خاض معارك عديدة هزّ فيها عروش أصحاب النفوذ، قلب الطاولة عندما قدم للنائب العام تسجيلات تؤكد استغلال شوبير موقعه كنائب في البرلمان المصري، وتورّطه في «جرائم مالية». وحتى يؤكد مرتضى صحّة موقفه، قدّم تسجيلاً لمكالمة دارت بين شوبير وهبة غريب يردّد فيها الإعلامي الشهير كلمات بذيئة تجاه خصمه، ويطلب من الصحافية البحث عن ملفّات قضايا في المحاكم المصرية تخص شخصيات في اتحاد الكرة لاستخدامها ضدهم في برنامجه المؤثر في الشارع المصري. لكن المكالمة التي تضمنت عبارات خادشة

مكالمة هاتفيّة أودت بالإعلامي الشهير أحمد شوبير إلى المحكمة

للحياء وانتشرت عبر الإنترنت خصمت الكثير من جماهيرية شوبير الذي رُفعت عنه الحصانة البرلمانية للمثول أمام النيابة والرد على اتهامات مرتضى منصور. هكذا، انطلقت التساؤلات عن سرّ تورط الصحافية في تسريب المكالمة رغم أنها تعمل في الجريدة التي يترأس فيها شوبير القسم الرياضي... إلى أن نجح الإعلاميان سيد علي وهناء سمري في إقناع هبة غريب بالظهور على شاشة «المحور» لتؤكد أنها لم تسرِّب المكالمة بل إنّ زميلاً لها نقل المكالمة إلى هاتفه الخلوي عبر البلوتوث فوصلت إلى مرتضى منصور. لكنّ هبة أعربت في الوقت نفسه عن صدمتها من أحمد شوبير الذي سبّب فصلها من الجريدة بعدما رفضت الذهاب إلى التحقيقات والتشكيك في مصداقية المكالمة. وانطلقت الهجمات سريعاً ضدّ هبة غريب لأنها كانت تضحك في المكالمة على عبارات شوبير وكانت تعامله بأدب ولم تتكلم إلا بعد فصلها من الجريدة.
وعندما ذهبت هبة أول من أمس إلى التحقيق، ارتدت النقاب عند دخولها وخلعته بعدما انهارت باكية بسبب الاتهامات الموجهة إليها، لتستدعي النيابة زملاءها الذين أشارت إلى تورطهم لتصبح مهنة الصحافة كلّها على المحك. وأثارت القضية الكثير من الغضب بشأن طبيعة حياة «الكبار» في مصر والأساليب الرخيصة الذين يستخدمونها في معاركهم ضدّ البعض، فيما الشعب الذي يشاهد كل هذه الفضائح، يشعر بالغيظ من الحالة التي وصل إليها مَن ينتمون إلى ما يسمى بالنخبة الحاكمة التي لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة.