strong>محمد عبد الرحمنصحيح أنّ غضب أهالي النوبة المتكرّر من أي مساس بالشخصية النوبية والسخرية منها أمرٌ مشروع، أفسحت له الصحافة المصرية مكاناً للتأكيد على حق النوبيين بالغضب، هم الذين تحمّلوا التهجير من منازلهم في جنوب مصر من أجل بناء السد العالي. وصحيح أن قضية العودة إلى الأرض لا تزال تشغل حيزاً كبيراً لدى النوبيين الذين يطالبون بمنازل قريبة من أرضهم القديمة ويرفضون أي مساس بحق العودة. لكن البعض لم يكن يتوقّع أن تصل الحساسية إلى الغضب من كلمة جاءت في كليب هيفا وهبي الأخير «بابا فين ولما الشمس تروح» وهو الكليب الذي يجمع بين أغنيتين موجّهتين إلى الأطفال (مدته 8 دقائق) ويبث حصرياً على «روتانا». هنا، نشاهد طفلاً يوجه لوالدته (أي هيفا) عشرات الأسئلة قبل النوم فيما الأب يغط في نوم عميق. ثم يسأل الطفل ببراءة «طب فين دبدوبي والقرد النوبي» في إشارة إلى دمية شهيرة لقرد أسود اللون. هذه الجملة، التي تكتنف عنصريّة ولو غير مقصودة، كانت كفيلة باندلاع غضب النوبيّين. هكذا، تقدّم أحد نواب مجلس الشعب بطلب إحاطة حول الأغنية التي تسيء إلى أهل الجنوب، مطالباً باجتماع مشترك بين لجنتي الإعلام والثقافة لمجلس الشعب بهدف مناقشة القضية التي تمثّل إهانةً ضد مجموعة من المصريين على يد مطربة غير مصرية. ودخل محام من النوبة على الخط مُعلناً عن نيّته تحريك دعوى سبّ وقذف ضد هيفا. علماً بأنّ العبارة كلّها للشاعر والملحن المصري مصطفى كامل. وإذا كان هناك من عنصرية، فليس الحقّ على المغنّية. أما مصطفى كامل فدخل في نزاع من نوع مختلف مع هيفا. إذ اعترض على دمج الأغنيتين في كليب واحد. ما أهدر الحقوق المعنوية لمؤلف وملحن كل أغنية لأنّ التترات جاءت سريعة وباللغة الإنكليزية، حيث كتب ولحن مصطفى كامل «أغنية "بابا فين 2» فيما كتب بهاء الدين محمد أغنية «لما الشمس تروح» التي لحنها محمد يحيى.
من جانبها، نفت وهبي أن تكون قد تعمدت الإساءة إلى النوبيين، مضيفةً أنّها استفسرت من الشاعر عن معنى «القرد النوبي»، فأجابها أنّها لعبة متداولة في مصر ولا مشكلة في وجود العبارة ضمن الأغنية. فالشاعر مصري وهو الأدرى بالمفردات التي تناسب الأغنية المكتوبة باللهجة المصرية. وطلبت وهبي من جمهورها عدم الانسياق وراء هذه الأصوات مضيفةً أنّها تقدر أهل مصر سواء بكل فئاتهم، لافتة إلى أنّها تقيم حالياً في القاهرة إقامة شبه دائمة بعدما تزوجت من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة وأنه غير منطقي على الإطلاق أن تقع في هذا الخطأ.


الخالة المزعومة