ولدت تمارا في كنف عائلة شغوفة بالفن الأصيل والغناء الطربي. ردَّدت صغيرةً أغنيات كانت تسمعها في منزلها في الجولان، معظمها لمثالها الأعلى وملهمتها أسمهان، وفريد الأطرش وأم كلثوم. تنبَّه والدا تمارا إلى قدراتها الصوتية وشغفها بالفنّ، فأوكلوا مهمة صقل موهبتها إلى أستاذ في قرية كفر ياسيف في فلسطين التي تبعد مسافة ساعة ونصف عن الهضبة. وتمارا ليست الفنانة الوحيدة في عائلة حلبي. مطربة المستقبل، لها شقيقة توأم اسمها يارا ملمّة بفن المسرح وتدرس التمثيل، بينما شقيقها عمر يعشق كتابة القصص، والاسكتشات المسرحية التي تؤديها يارا.
«يوم وداع الحبيب» أغنيتها الخاصة الأولى
شاركت تمارا في مناسبات فنية عدة، وغنّت أسمهان خصوصاً، وهي ما زالت في أول الطريق. فيها ما يكفي من روح التحدي والإصرار للوصول إلى حيث تريد. لكنّ العقبة الأصعب التي يجب تخطّيها هي الوصول إلى جمهور أصيلٍ بات نادراً، وقد يصبح أندر لاحقاً. عليها إيجاد من يكتب الكلام الراقي (وليس بالضرورة القصائد، فالشعبي، كدنا ننسى، يمكنه أن يكون راقياً أيضاً) والألحان الجميلة. والألحان قبل الكلام بما أن الغرف من الشعر العربي ـــــ الذي لم يُلحَّن منه سوى القليل ـــــ ما زال ممكناً. وها هي تتلقّى منذ فترة أغنيتها الخاصة الأولى «يوم وداع الحبيب» (ألحان زياد الأطرش وكلمات محمد حامد).
الأمل في تمارا حلبي كبير جداً. إضافةً إلى مزاياها الفنية، هي قريبة من القلب وجميلة. وذلك قد لا يكون له علاقة بالفن بحد ذاته، لكنه جسر ضروري، يخلق الكيمياء التي تحمل الفن إلى طالبيه. والحقيقة أنّ الموضوعية المطلقة في العلاقة مع الفن أمرٌ غير إنساني من دون شك.