مجموعة من طلاب «الجامعة الأميركيّة في بيروت» يخوضون مجال الأغنية اللبنانيّة البديلة تحت لواء «مشروع ليلى». باكورتهم تصدر قريباً، في خطوة أولى نحو الاحتراف
بشير صفير
فرقة «مشروع ليلى» حديث البلد اليوم، تماماً كما كانت بالأمس فرقة Soap Kills و«عكس السير» وScrambled Eggs وغيرها. أفادت الفرقة الفتيّة من خبرة زميلاتها، وقامت بوضع خطوطٍ خاصة لأغنية لبنانية شبابية بديلة. تعوِّل المجموعة موسيقياً على البساطة التي تلامس السهل الممتنع حيناً، وتكون سطحية حيناً آخر. الفرقة التي قدّمت أخيراً حفلة في ناد ليلي بيروتي هو الـ«بايسمنت»، تضمّ سبعة طلاب من «الجامعة الأميركية في بيروت»، يتقن كلُّ واحد منهم العزف على آلة موسيقية، ويتابع الإصدارات الموسيقية الغربية الجديدة أو يلمٌ بالأغنية اللبنانية والعربية غير التجارية. التقت المجموعة ذات ليلة، وشرعت تتبادل الأفكار الفنية، لتخرج بمشروع فرقة موسيقية. كان مشروعاً لليلة واحدة نتج منه اسم «مشروع ليلى».
منذ الحفلة الأولى داخل حرم «الجامعة الأميركية»، كوَّنت الفرقة سمعةً طيبة في الأوساط الشبابية. لكنّ مشروع الشباب ترافق مع



مقطع من "رقصة ليلى"







بعض الهفوات على صعيد العزف والأداء على رغم النجاحات. سمعةٌ تشوبها بعض الهفوات التقنيّة، قد يكون من المفيد التخلص منها، إذا كانت «ليلى» تنوي الاستمرار في «مشروعها».
فازت «مشروع ليلى» في آذار (مارس) الماضي في الدورة الأولى من «مسابقة الموسيقى الراهنة»، التي نظمتها الإذاعة اللبنانيّة الناطقة بالفرنسيّة (Radio Liban 96.2). جمعت المسابقة أنماطاً عدة وفرقاً لبنانيّة شابة. وجاء فرز النتائج ليهمّش أنواع الموسيقى التجريبيّة غير الشعبية، ويبقي على التجارب التي يمكن «تسويقها». هذه الخطوة المفصلية فرضت على الفرقة واقعاً جديداً، إذ تحولت من الهواية إلى أولى خطوات الاحتراف. هكذا عملت «مشروع ليلى» على إصدار باكورتها وباتت أعمالها ـــــ مثل «شم الياسمينة» و«عروس» وغيرهما ـــــ كافية لإصدار أسطوانة. ومن المتوقع أن تصدر باكورة المجموعة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل عن شركة B-roots Productions.
نجد في أعمال «مشروع ليلى» بصمات الثقافة الموسيقية التي تطبع كلّ عضو من أعضائها. لذا، تأتي النتيجة عبارةً عن مزيج متفاوت المقادير بين الشرق أوروبي والبلقاني، البوب ـــــ روك، الشرقي، الفولك الأميركي أو الأوروبي الغربي. أما النص فلبنانيّ الكلمة والمعنى، يصلنا عبر ألحان بسيطة، بعضها موفّق وغير مدّع، وبعضها لا يستفزّ المستمع إيجاباً. من جهة أخرى، لا تشتغل الفرقة على توزيع موسيقي لأعمالها، بل على مرافقة موسيقية، فيها فواصل ثابتة أو عزف حر. هذه ليست نقطة ضعف. لكنَّ ركاكة التنفيذ التقني تفسد النتيجة أحياناً. على الرغم من ذلك، أتت الإطلالة الأخيرة أفضل من سابقاتها، لا بل أفضل من

لا تشتغل الفرقة على التوزيع، بل على مرافقة موسيقية

تسجيل الاستديو الوحيد المتوافر للفرقة (أغنية «رقصة ليلى»).
تتألف الفرقة من حامد سنّو (غناء)، هايغ بابازيان (كمان)، أميّة ملاعب (كيبورد)، أندريه شديد وفراس أبو فخر (غيتار)، إبراهيم بدر (باص) كارل جرجس (درامز). تتمتّع أميّة بذوق موسيقي عالٍ، لكنَّ تنفيذ مساهمتها يأتي مضطرباً تقنياً، وهو أمر مبرر في الحفلات. وهذا ما ينطبق على عازف الدرامز كارل. أمَّا هايغ، فليس موسيقياً من الطراز الأول، لكنّ هذا النمط من الموسيقى البديلة لا يتطلب منه استخدام آلته بجرعات أكثر، لذا يبدو العنصر الأقوى في الفرقة تنفيذاً وتعبيراً. من جهته، يقوم حامد سنّو بدوره مغنّياً يجسد شخصيّة الفرقة، على أكمل وجه، من خلال إيصال الأغنية بصوته. لكنَّه، في المقابل، يفشل في إخفاء «عوارض الشهرة»، كلما ارتفعت صيحات الجمهور المبهور بالـ«إكزوتيك» الشرقي في أغنية روك. يمكن أن نضع تفاعل الجمهور هذا في سياق بيئته، أي «الجامعة الأميركيّة»... لكن ما هو Cool بالنسبة إلى بعض هؤلاء، لا يلقى تجاوباً لدى فئات شبابيّة أخرى.