سناء الخوريمن لا يعرف ألان تاسو (1962) يجهله. فنان تشكيلي وناقد أدبي وأستاذ فلسفة الجمال (Esthétique) في الجامعة اليسوعيّة. وقبل كلِّ ذلك، هو شاعر صدر له أكثر من 15 ديواناً بالفرنسيّة. آخر دواوينه Paysages de flot الصادر عن دارles blés d'or، كما ضُمّت أشعاره إلى أنطولوجيا الشعر الفرنسي التي أعدّها بيار سيغيرز (Pierre Seghers) إلى جانب صلاح ستيتية، وفينوس خوري غاتا، ونهاد سلامة. كانت له مشاركة قيّمة في كتاب جماعي بعنوان «لماذا أكتب ـــــ بحسب 50 كاتباً لبنانياً فرنكوفونياً» (La revue phénicienne)، سيوقّعه إلى جانب زاهدة درويش جبور، وريتا باسيل الرامي، ونصّار أبو خليل، عند السابعة من مساء غد في «معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت». بعكس العديد من وجوه «المعرض» الثابتة، كان حضور تاسو خجولاً هذا العام. يقول: «يجب أن أترك مكاناً لغيري».
يعتزّ الشاعر اللبناني بـ«فرنسيته»، ويفضِّل المصطلح على كلمة فرنكوفونيّة
تاسو اختار لغة موليير إطاراً لإبداعه. وهو يرى أن الكتابة «ليست مجرد تفريغ لمشاعر، بل هي رسالة. اللغة الفرنسيّة يجب أن تكون في القمم. نحن ورثنا هذه اللغة العظيمة، وهذا إرث يجب أن نغنيه كل يوم، من خلال تقديم ما هو جديد». لا يحبُّ تاسو أن يدخل في مهاترات تقويميّة، عندما تسأله إن كانت معظم الكتابات الفرنكوفونيّة في لبنان لا ترقى إلى تلك القمم. يكتفي بالقول: «إذا نزعنا اسم بعض الكتَّاب عن أغلفة كتبهم، يستحيل أن نعرف من كتب ماذا، بسبب الأسلوب».
يعتزّ الشاعر بـ«فرنسيته»، ويفضِّل المصطلح على كلمة فرنكوفونيّة. ليس موقفاً من اللغة الفرنسيّة، بل من كلِّ أشكال التظاهرات الثقافيّة التي تجنح صوب الاستعراض. يقول. «يجب أن نسأل أنفسنا إن كان سيبقى شيء من هذا الحدث في كتب التاريخ». ويضيف: «هناك الكثير من الناس الذين يكتبون جيّداً، ولكن على كل واحد أن يأخذ مكانه الذي يستحقه. أنا أكتب بالفرنسيّة وأتغذى من ثرواتها، مشبعاً من الأصالة الشرقيّة. لكن للأسف، كما قال لي جان دوتور، معظم الناس لا يستخدمون من اللغة أكثر من 300 كلمة... أي القاموس الكافي كي ينهض المرء بتجارة». هل من بين هؤلاء بعض من حملتهم سفينة «لا موز» إلى شواطئ بيروت للمشاركة في الصالون الفرنكوفوني؟ يبتسم قبل أن يجيب بسؤال: «أما كان باستطاعة الضيوف الكرام أن يأتوا في الطائرة مثل كلّ الناس؟».

7:00 مساء غد الأربعاء ـــ مجمّع «بيال»
www.salondulivrebeyrouth.org