strong>محمد عبد الرحمنبدأ العد العكسي لانطلاق «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» (10 نوفمبر)، وما زالت علامات الاستفهام مطروحة حول المشاركة المصريّة. أعرق المواعيد السينمائيّة العربيّة انفضّ عنه أهله، أو هذا على الأقلّ الانطباع السائد في القاهرة. السينما المصرية التي عادت على استحياء إلى المهرجانات الدولية، لم يعد يغريها المشاركة في اهم مواعيدها الوطنيّة. الأفلام المحليّة كانت تتزاحم بالأمس على جائزة يسهل الحصول عليها هنا... لكنّها اليوم قد هجّت! وادارة المهرجان تعاني صعوبات في جذب مخرجي البلد المضيف، لتمثيل مصر في التظاهرة.
يحدث هذا رغم تعدّد مشاركات الأفلام المصرية الجيدة في مهرجانات عالمية وعربية تسبق «مهرجان القاهرة». هكذا، يواجه الحدث الفني الأبرز في مصر مأزقاً جديداً هو هروب الأفلام من مهرجانها الوطني الذي خفّ بريقه، بحثاً عن تمثيل أفضل في المهرجانات العالمية، وخوفاً من السمعة التي لحقت الأفلام المصرية التي تشارك في مهرجانات محلية. إذ يعزف عنها الجمهور بدعوى أنها تخاطب النخبة ويساعد عرضها المبكر على خضوعها لمقالات نقدية تؤثر سلباً على العرض التجاري. غير أن الجدل حول القضية زاد في الآونة الأخيرة. إذ يستعد المهرجان لإطلاق دورته الـ33، حتى أن رئيسه عزت أبو عوف طالب الصحافة بطرح القضية، مؤكداً أنه من غير المعقول أن يعاني المهرجان سنوياً في الوصول إلى فيلم مصري جيد المستوى. وقد بدأت التساؤلات عن تفضيل وزارة الثقافة مشاركة فيلم «المسافر» في «مهرجان البندقية» مع أنّ الأولى أن يشارك باسم مصر في مهرجانها الدولي التابع أيضاً لوزارة الثقافة. فيما لمّح أبو عوف إلى أن الشركات المنتجة تلعب دوراً في عزوف الأفلام على المشاركة. وأكّد أن «الشركة العربية» سحبت مشاركة «عصافير النيل» للمخرج مجدي أحمد علي رغم مستواه الجيد وترحيب المهرجان بوجوده في المسابقة الرسمية. إلا أنّ الشركة ردّت ببيان أكّدت فيه أن الفيلم غير جاهز للعرض، ونفت أن يكون الأمر متعلقاً بالرغبة في الاحتفاظ بالفيلم لغاية انطلاق «مهرجان دبي السينمائي الدولي» الشهر المقبل. غير أن الساعات الأخيرة شهدت عودة الفيلم إلى المهرجان لكن من دون تأكيد رسمي. فيما رفض أيضاً المخرج أسامة فوزي المشاركة بفيلمه «بالألوان الطبيعية». ورغم تصريحات المنتج محمد العدل عن إمكان مشاركة فيلم «تلك الأيام» للمخرج أحمد غانم، لكنّ إدارة المهرجان لم تؤكد الخبر.
فيما تمنى عزت أبو عوف أن يحصل المهرجان على شريط صالح للتنافس على الجوائز، مؤكداً أن الباب مفتوح للمشاركة قبل المهرجان بيومين، لكن الأهم ألا تتكرّر هذه الإشكالية حسب ما يتمنى أبو عوف ورفاقه في المهرجان.


عمر الشريف ممثلاً فرنسا