سناء الخوريالاسم بينا باوش. المهنة راقصة وكوريغراف. الجنسيّة ألمانيّة. الولادة عام 1940. الوفاة المبكرة في حزيران (يونيو) عام 2009. ليس هذا كلّ ما يمكن قوله عن بينا. بيديها الطويلتين، وجسدها الهزيل، وعينيها الغائرتين داخل وجه خجول، كانت واحدةً ممن شكلوا ملامح الرقص المعاصر، الأوروبي تحديداً، خلال العقود الماضية. بعض النقّاد لقّبها بـ«كاهنة الرقص المعاصر». أمّا هي فكانت تقيم ذبيحتها السريّة، السيجارة بيد والهواء في اليد الأخرى، تحركه على إيقاعات جوانيّة، وحدها تعرف أين تصوّبها. في مدينة ويبرتال الألمانيّة، أسّست فرقة «مسرح ويبرتال للرقص المعاصر»، وجالت أعمالها في أوروبا والعالم.
بينا ستكون ضيفة سينما «متروبوليس أمبير صوفيل»، ابتداءً من مساء اليوم، برعاية من «معهد غوته»، في استعادة تكريميّة لثلاثة أفلام وثائقيّة تلقي الضوء على سيرتها. الليلة يتحدث، توماس توراوش، في محاضرة بعنوان «جمال مختلف». المدير المساعد لأرشيف الرقص الألماني سيتوقّف عند المحطات الرئيسيّة في مسيرة باوش، من خلال مقتطفات من أعمالها. مساء غد، يُعرض «شكوى الإمبراطورة»، الفيلم الوحيد الذي وقّعته بينا باوش. مساء بعد غد، يشاهد الجمهور عملها الأسطوري «مقهى مولر»، في تصوير حيّ أنجز في عام 2006. وسيكون الختام مساء الثلاثاء 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، مع وثائقي بعنوان «بينا باوش» للمخرجة آن لينسل. وقفة بيروتيّة إذاً، مع الفنانة التي رحلت قبل أن تكتمل تجربتها الغنيّة والغزيرة. وفرصة ثمينة في المدينة التي بدأ الرقص المعاصر يجد شرعيّته فيها، لاكتشاف، أو إعادة اكتشاف، محطات من تلك التجربة التي فرضت نفسها منذ تلك القراءة الوثنيّة لـ«تطويب الربيع» (سترافينسكي/ 1975)، وسارت نحو الذروة مع أعمال مثل «مقهى موللر» (1978)، و«قرنفل» (1982)، و«باليرمو، باليرمو» (1989)، وصولاً إلى «بامبو بلوز» عام 2006. التقطت باوش حساسيّة الحياة بشكلها الآني. اخترعت متتالياتها الأثيرة، البسيطة والرهيبة في آن. الأجساد العاشقة، تبدو دمىً أحياناً، تحتضن بعضها، تسقط، تنهض، تحتضن بعضها من جديد، تسقط ثمّ تنهض. حلقة مفرغة، ترينا الجسد في عجزه. مسرح بينا، هو مسرح الرغبات الكامنة... المعلنة بخفر. أجمل ما فيه، ذلك الثوب الأحمر الذي لا يلبث أن يظهر ويتهادى وسط مسرح قاتم.

---

8:00 مساء اليوم حتّى 3 تشرين الثاني (نوفمبر). للاستعلام: 01/422291