سناء الخوري
وجهٌ يصرخ هناك، أو هيكل عظمي متحلّل في الأزرق
تخبرنا الفنانة الشابة التي حصلت على دبلوم في الفن التشكيلي من «معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة»، وعلى ماجستير في الاختصاص نفسه من الـ ALBA، أنّ المفهوم موجود دائماً في منطلق اللوحة، لكنّ إنجازه يخضع لسلسلة تحولات، لأخذ وردّ مع اللون ومع الشكل النهائي. قلق التحوّل هذا، ينعكس على الأشباه الآدميّة المستترة المرسومة: إنّها كائنات تتحوّل، منها مسوخ ـــــ نتخيّلها كذلك من دون أن نراها صراحةً ـــــ ومنها كائنات وأفراد يتعذبون في عزلتهم، وجهٌ يصرخ هناك، أو حتّى هيكل عظمي متحلل في الأزرق.
تشتغل عطيّة على ثقافتها البصريّة، تبدي إعجابها بالتعبيريّة الألمانيّة، وبالفنانين البريطانيين المعاصرين، من دون أن تنخرط في نمط معيّن. «أبحث عن شخصيّتي الفنيّة، عن مكان يميزني بعيداً عن أي مدرسة». ثم تسأل: «هل العنف يؤدي إلى العزلة، أو العزلة التي تؤدي إلى خلق إنسان عنيف؟». التقنية العالية في أعمال الحفر تدفعنا إلى التأمل. في لوحة «مصدوم» أو «سجين»، نرى أجساداً تتحوّل بغرائبيّة في ظلّ عنف كلامي أو إعلامي، أو عنف جسدي مباشر، كأنّها صورة شعريّة مرسومة عن هواجسنا اليوميّةً. «رسمت العديد من اللوحات خلال حرب غزّة الأخيرة»، تقول عطيّة العائدة حديثاً من أبو ظبي. «ضجرت. أردت أن أستثمر موهبتي هنا، وأرسم». هذا أحد أشكال كسر الوحدة ـــــ العزلة.


حتّى 10 أيلول (سبتمبر) ــ «سيتي كافي» ـــــ كاراكاس (الحمرا). للاستعلام: 01/802286