الكثير من مشاهدي البرامج الرمضانية يتابعونها انتظاراً لإطلالة نجمهم المفضل، أو معرفة أسرار جديدة عن هؤلاء النجوم. وخصوصاً إذا كان البرنامج يعتمد على مواجهات ساخنة بين المذيع والنجم، كما يحدث في رمضان هذا العام مع برامج «الجريئة» و«لماذا» و«فيش وتشبيه» و«مذيعة من جهة أمنية» وغيرها من البرامج التي تتابعها الصحف للكلام عن الأزمات التي وقعت في الكواليس، والعبارات التي يطلب النجم حذفها في المونتاج بعد أن يراجع نفسه فور مغادرته البلاتوه. لكن الجمهور لا يعرف أن معظم تلك البرامج تعتمد على اتفاق مدفوع الأجر بين الجهة المنتجة والنجم. إذ يحصل الأخير على مقابل مادي يبدأ من 2000 دولار ويصل أحياناً إلى 20 ألف دولار مقابل الظهور على الشاشة مهما كان البرنامج، ما دام من إنتاج جهة خاصة، أي إنّه لا ينتمي إلى البرامج اليومية المستمرة طوال العام، وتحظى بشعبية جماهيرية تُغني النجوم عن الحصول على تلك الأموال. وينص الاتفاق غير المكتوب على سماح النجم للمذيع بتوجيه كمّ معقول من الأسئلة المحرجة، على أن يرد النجم مستخدماً القدر المتاح لديه من الصراحة. لكن كل ذلك في إطار المعقول. وكلما تراجع المقابل المادي، حصل النجم على حرية أكبر في كتم الأسرار، كما فعل خالد النبوي في برنامج «الجريئة» عندما رفض بشدة الحديث عن زوجته الأولى، على عكس فنانين آخرين نجحت إيناس الدغيدي في دفعهم إلى الكلام عن مناطق ساخنة في حياتهم، مثل إلهام شاهين وزينة وخالد أبو النجا، الذي تكلم عن انتشار المثلية الجنسية بين الشباب. ما سبق يفسّر أيضاً استمرار مشاركة الفنانين في برامج «الكاميرا الخفية»، حتى لو أدركوا أنهم يتعرضون لخدعة، لأنه بمجرد اكتشاف الأمر، يكمل النجم التصوير، لأنه في كل الأحوال سيحصل على مقابل مادي، ولأنّ «المسرحية» يجب أن تكتمل ولا يشعر الجمهور بأنّ الضيف كشف الخدعة، رغم أن المنطق يقول إنّه لا يمكن أن يقع النجوم في «المقلب» نفسه مرات متتالية. وقد اعترفت الممثلة هنا شيحة أنها لم تنجح في استضافة نجوم في برنامجها الأول «100,7» على قناة «نايل لايف» لأن ميزانية البرنامج لم تصمد أمام طلبات النجوم المادية. هكذا، اضطرت إلى الاستعانة بممثلين من الصف الثاني والثالث. إذ يعتمد البرنامج على إقناع الممثل الضحية بأنّه ضيف على برنامج إذاعي، قبل أن تبدأ الخدعة التي ترصدها الكاميرات المخبّأة بعناية. محمد...


دموع نوال