أمس، افتُتحت الدورة 66 بفيلم جوزيبي تورناتوري «باريا». المهرجان العريق سجّل هذا العام مشاركة عربيّة لافتة داخل المسابقة وخارجها
البندقية ـــ محمد رضا
كان ماركو موللر مدير «مهرجان البندقية السينمائي» (فينيسيا) محاطاً بجيش من الموظّفين قبل يوم واحد من الافتتاح. اقتربنا منه في عزّ انهماكه وسألناه عن سبب تصريحه بأنّ الدورة 66 من المهرجان هي الأفضل، فأجاب سريعاً «كثيرون انتقدوا الدورة الماضية بينهم أنا. هذا العام، بدأنا التحضير منذ نهاية الدورة الماضية وحرصت على ألاّ أترك منفذاً قد يؤدي إلى تحسين نوعية الأفلام واكتشاف الجديد والإتيان بالقديم الجيّد في آن».
أمس، افتُتحت الدورة 66 بفيلم جوزيبي تورناتوري «باريا»: الشريط دراما ملحمية عن حياة ثلاثة أجيال منذ زمن الفاشية الإيطالية في الثلاثينيات حتى بداية التغييرات السياسية العالمية في الثمانينيات. يأتي تورناتوري إلى البندقية وفي نيته الفوز بجائزة «الأسد الذهبي» للمهرجان بعدما حاز جائزة «الأوسكار» عام 1989 عن شريطه Cinema Paradiso. لكن تصعب معرفة ما إذا كان سيحقّق ذلك مع وجود أسماء أخرى بارزة بينها الألماني فرنر هرتزوغ الذي أنجز فيلماً أميركياً آخر بعنوان «الضابط السيئ: مرفأ نيو أورلينز» مع الممثل نيكولاس كايدج الذي يؤدي الدور عينه الذي أداه هارفي كيتل في نسخة أخرجها المستقل آبل فيريرا عام 1992.

«لبنان» فيلم إسرائيلي يتناول تجربة مجنّدين في الجنوب عام 1984

جاك ريفيت وباتريس شيرو وكلير دوني هم من بين المخرجين الفرنسيين الذين يسعون للفوز بجائزة المهرجان هذه السنة. بالنسبة إلى ريفيت، ما زال «مهرجان البندقية» «يملك قلباً على الفن» حسبما صرّح ريفي الذي يشارك بفيلمه «36 لقطة لجبل سان لو».
بعض أفلام هذا العام غارق في القديم والتاريخ والنوستالجيا. إذ اختار المهرجان فيلماً فاز سابقاً بجائزة «الأسد الذهبي» هو «المعركة الكبرى» الذي روى فيه المخضرم ماريو مونيشللي (95 عاماً) حكاية صداقة بين مجنّدين خلال الحرب العالمية الأولى. الفيلم الذي أخرجه مونيشللي عام 1959 وفاز بجائزة أفضل فيلم من «البندقية» في السنة عينها، يحبّذه نقاد أوروبا... تحبيذ قد يفوق حجم الشريط رغم صورته الممتازة ورسائله المدينة للحرب.
وهناك 35 فيلماً إيطالياً معتّقاً آخر لبعض أهم مخرجيها من فديريكو فيلليني إلى دينو ريتزي ومن ماورو بولينيني إلى ماركو فيريري تحتشد تحت سماء هذه الدورة.
الحرب ستكون موجودة طبعاً لكن ليس في مدار السينما العربية بل مع فيلم إسرائيلي سنتوقّف عنده لدى عرضه هو «لبنان» لصاموئيل ماوز: الشريط دراما عن مجنّدين إسرائيليين في جنوب لبنان عام 1984 ومحنتهم حين حوصروا بنيران المقاومين (يقول الفيلم نيران السوريين!). المحنة الحقيقية هي السياسة الإسرائيلية، لكن لا تتوقع لهذا الفيلم أن يطرحها. أما السينما العربية فمتنوّعة يمثّلها مخرجون مختلفون من داخل العالم العربي وخارجه. الرياح حالياً مع «المسافر» لأحمد ماهر الذي يشارك في المسابقة الرسمية، لكن ترقّبوا أيضاً «متروبيا» لمصري آخر هو طارق صالح الذي سيقدَّم خارج المسابقة، إضافةً إلى «إحكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله. وضمن مسابقة «آفاق» التي تقدّم التيارات الجديدة في السينما العالمية، سنشاهد «واحد صفر» للمصرية كاملة أبو ذكرى و«أسرار مدفونة» للتونسية رجاء عماري. فيما يعرض شريط الجزائري مرزاق علوش «حراقة» ضمن تظاهرة «أيام المؤلفين، أيام البندقية».