صباح أيوبروبرت موردوخ ليس بخير. أكبر مستثمري العالم في مجال الإعلام، وصاحب شركة «نيوز كورب» العملاقة، مُني بخسائر كبيرة في مجال عمله الأوسع (صحف، تلفزيون، سينما) بسبب الأزمة المالية العالمية. وها هو يُشهر إلى العلن حجم خسائره (3،4 مليار دولار) لعام 2008 ـــــ 2009، ويعلن في مؤتمر صحافي عن سياسته المالية ــــ الإعلامية الجديدة. جوهر الإعلان أنّ المواقع الإلكترونية لجميع الصحف التي يتولّى نشرها ستصبح مدفوعة (من بينها «تايمز» و«سانداي تايمز» و«صن»). بعد تجربته مع «وول ستريت جورنال» (ذات المقالات المدفوعة) أكّد موردوخ أنّ الطريقة غير المجانية ستزيد من الأرباح على الصعيد الإعلاني «وخصوصاً أنّ محتوى المقالات المدفوعة سيكون أغنى».
«الصحافة الجيّدة ليست رخيصة» علّق موردوخ في ختام مؤتمره الصحافي. لكن حوت الإعلام ذاك بدأ «يتحرّش» بباقي الصحف العالمية أيضاً. فقد كُشف أخيراً عن اجتماع عقد بين المسؤول عن النسخات الرقمية لـ«نيوز كورب» وممثلين عن صحيفة «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» ومجموعة «تريبيون» للنشر وأكبر ناشري المجلات الأميركية، حيث بُحثت خطّة جديدة لاعتماد طريقة موحّدة بهدف تحويل مواقع تلك الصحف إلى مواقع إلكترونية مدفوعة. ولم يعلن بعد عن الطريقة التي اتفق عليها وقد تختلف بين الاشتراك السنوي والدفع المسبق لبعض المقالات أو حتى الدفع الرمزي للمقال الواحد.
وكانت صحيفة «فاينانشل تايمز» قد أعلنت بعيد مؤتمر موردوخ عن نيتها تحويل موقعها أيضاً إلى موقع مدفوع. ويرى البعض في هذه الخطوات مصدراً للربح الأكيد للصحيفة والقطاع الإعلاني كما يرى آخرون أنها الطريقة الأفضل للوقوف بوجه «غوغل نيوز» وتقديم مواد صحافية «ذات نوعية جيّدة».
وينتظر «سوق المطبوعات» الخطوة التي سيعلن عنها غوردن كروفيتز في الأشهر المقبلة بشأن إقامة «منصّة» إلكترونية للإعلام العالمي تحتوي على كل الصحف العالمية حيث يمكن القارئ أن يختار ما يرغب في قراءته من مقالات ويدفع سعراً رمزياً مقابل ذلك أو من خلال اشتراك سنوي أو شهري فيها.
ويرى خبراء ومراقبون للسوق الإعلامي أنّ تلك الخطوة من شأنها أن تسهم في زيادة ربح المطبوعات ومواقعها الإلكترونية. ويبقى لنا كقرّاء أن نستفيد من «الوقت الضائع» والمواقع الصحافية المجانية قبل أن ترسو تلك المؤسسات على حلّ يتناسب مع ميزانيتها وسياساتها المالية. روبرت موردوخ ليس بخير، صحيح... لكن ليس لوقت طويل!