محمود عبد الغنيبأمر من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية في الرباط، يخضع مدير نشر صحيفة «الجريدة الأولى» علي أنوزلا، والصحافية بشرى الضوو، لتحقيق قضائي دقيق إثر المقال الذي نشرته الصحيفة يوم 27 آب (أغسطس) الماضي بعنوان «مرض الملك يؤجل الدروس الحسنية وانتقاله إلى الدار البيضاء».
وقد استمر التحقيق مع أنوزلا ست ساعات. وذكر بلاغ صدر عن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في الرباط عممته «وكالة المغرب العربي للأنباء» أن المقال «تضمّن وقائع كاذبة وأنباءً زائفة عن صحة الملك لا تمت للحقيقة بصلة».
وأضاف البلاغ أن ««الجريدة الأولى» اعتمدت في مقالها، على مصادر مجهولة خلافاً للحقيقة التي تضمنها البلاغ الرسمي الصادر عن وزارة «القصور الملكية والتشريفات والأوسمة» المذيّل بتوقيع البروفيسور عبد العزيز الماعوني الطبيب الخاص لجلالة الملك ومدير مصحة القصر الملكي».
وقد استدُعي أنوزلا من جديد برفقة كاتبة المقال بشرى الضوو صباح الأربعاء 2 أيلول (سبتمبر) الماضي لاستكمال التحقيق. ويصر المحققون على معرفة المصدر الطبي المجهول الذي اعتمدته الصحيفة للحديث عن تفاصيل الوعكة الصحية التي ألمّت
بالملك.
من جهته، رفض أنوزلا الإدلاء بأي تصريح واكتفى بالقول إنّ «المحققين تعاملوا معه بلطف»، وبأنه لا يستطيع الإفصاح عن مضمون التحقيق الأولي الذي تجريه معه الشرطة القضائية بالرباط. وأضاف «يجري التحقيق معي بصفتي مديراً للنشر».
وقد حاولت «الأخبار» الاتصال بأنوزلا على هاتفه الخاص لكن الخط كان مقفلاً طيلة الوقت.
يشار إلى أنّ «وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة» أصدرت صباح الأربعاء 25 آب (أغسطس) بلاغاً أفاد بأنّ الملك محمد السادس «تعرض لالتهاب... مع أعراض في الجهاز الهضمي وحالة اجتفاف حاد تتطلب فترة نقاهة من خمسة أيام». وأضاف البلاغ أنّ «الحالة الصحية للملك لا تدعو للقلق». ويعتبر ذلك سابقة هي الأولى من نوعها في الحديث عن الحالة الصحية للملك في تاريخ المغرب منذ الاستقلال حتى اليوم. إذ لم يعتد المغاربة على هذا التعاطي الإعلامي مع الحالة الصحية لملكهم التي طالما بقيت رهينة شائعات وأخبار من هنا
وهناك.
وقد تداول المغاربة أخباراً عن مرض الملك، وخصوصاً بعد إلقائه خطاب «ثورة الملك والشعب» يوم 20 آب (أغسطس) وآثار التعب بادية
عليه.
لأن الالتهاب المصاب به، كما جاء في البلاغ، «يؤدي إلى الإحساس بالعياء ونقص في المناعة».