strong>زينب مرعيبعد 10 سنوات من العمل، ها هو هاني طمبا (1961) يُطلق باكورته الروائيّة الطويلة «ميلودراما حبيبي» بعدما أنجز أربعة أفلام قصيرة منذ 1997. خلال فترة كتابته سيناريو «ميلودراما حبيبي»، صوّر طمبا «بيروت بعد الحلاقة» (27 دقيقة) الذي حاز جائزة «سيزار» الفرنسية لأفضل شريط قصير (٢٠٠٦). صعوبة الفيلم الذي يشارك في «مهرجان دبي» المقبل، كانت في بناء الشخصيّات. يقول طمبا إنّ شخصيّاته مستقاة من الحياة لكنّه ضخّمها لأنّه يقدّم شريطاً كوميدياً. كل شخصيّة تراوح بين مستويين: الأول واضح ومباشر والثاني أعمق: «شخصياتي ليست بالبساطة التي تظهر عليها، بل تحمل أبعاداً رمزيّة. السائق سيزار (غابريال يمّين) ساذج بعض الشيء، خفيف الدّم، لكنه أيضاً «فنّاص»، يدّعي أنّه شارك في الحرب اللّبنانية ويعيش في ماض متخيّل. إنّه ككلّ اللّبنانيين يعاني آثار الحرب، ويحاول على طريقته التخفيف من وطأتها. كذلك مدام حرفوش (جوليا قصّار) وزوجها (بيار شماسيان): إنهما من الأغنياء لكنهما ليسا سيّئين.

كوميديا تجاريّة عن شعب بلا ذاكرة

اختطاف رندا حرفوش وردّة فعل العائلة التي قد توحي بعدم المبالاة، هي مثال على تعاطي اللّبنانيين مع الحرب وذاكرتهم». أمّا شخصيّتا المغنّي الفرنسي المنسي برونو كابريس (باتريك شيني) الذي لم يصدر سوى أغنية واحدة في حياته، واختصاصيّة التجميل (بياريت قطريب) التي تعجز عن تخطي موت والدها في الحرب، فقد تخيّلهما منذ البداية. لكن لمَ يستند الفيلم إلى الأغنية التي تبدو محرّكاً لكلّ شيء؟ يحيلنا طمبا إلى عنوان الفيلم بالفرنسيّة وهو «أغنية في الرأس». يرى أن الأغنية التي اشتهرت في السبعينيات، نردّدها أحياناً من دون أن نعرف السبب، حتى لو كانت رديئة. وهكذا هي الحرب لشخصيات «ميلودراما حبيبي». والحرب هي محرّك أساسي لتصرّف نماذجه الكوميديّة. أراد طمبا أن يبيّن طريقة حياة اللّبناني الذي يعيش «كأنه يضع سمّاعات مع موسيقى صاخبة في أذنيه، لا يرفعها إلاّ عندما يهزّه صوت أقوى. لذلك هو كثير الحركة في حاضره، يحاول تفادي النظر إلى الماضي ولا يفكّر في المستقبل».
المستوى الأول لفيلم طمبا كوميدي مسلّ يتناول قصة رجل ثري يريد الاحتفال بعيد زوجته، فيدعو المغني برونو كابريس لإحياء الحفلة. أمّا الثاني فهو فيلم يمرّ بمحاذاة الحرب وطريقة تعامل اللّبنانيين معها. ولعلّ المخرج الشاب يرنو أكثر من اللزوم إلى شباك التذاكر. لكن هل سينجح المشاهد في أن يلتقط إحالات طمبا؟ «كلّ شخص سيرى الفيلم على طريقته. أصنع الأفلام بهدف الترفيه أوّلاً، وبعدها تأتي الرسالة، لكنّني لا أريد تقديم أفلام نخبويّة. أعمال مايكل مور الوثائقيّة مثلاً هي أفلام موجّهة للجمهور العريض». ويعترف هاني طمبا: «هدفي أن يشاهده أكبر قدر من الناس».


صالات «أمبير» ـ
www.circuit-empire.com