في بطولاتهم الأولى، فشلوا في دخول سباق المسلسلات في ظلّ سيطرة الممثلين المخضرمين على الساحة... مجدداً
محمد عبد الرحمن
كما كان متوقعاً، خرج النجوم الجدد سريعاً من سباق مسلسلات رمضان. وتفرغ النقاد ومعهم الجمهور لترقّب من يتصدّر السباق من الكبار: هل سيكون يحيى الفخراني كما جرت العادة؟ أم أنّ المنافسة قوية هذه المرة مع ليلى علوي ونور الشريف ويسرا؟
إذاً، اكتفى بعض النجوم الجدد بالضجة الإعلامية، فيما فضّل البعض الآخر الصمت، هرباً من الانتقادات. لكن السيناريو الأكثر قسوة كان مع هؤلاء الذين لم تهتم الصحافة أساساً بما قدموه في رمضان هذا العام. وكما كان متوقّعاً، جاء مسلسل «ليالي»، الذي منح الممثلة الشابة زينة فرصة البطولة الأولى، نموذجاً لمسلسلات الضجة لا التأثير الفنّي. حتى الآن تتركّز كل الأسئلة والنقاشات على علاقة المسلسل بقصة حياة سوزان تميم، ليتفرّغ صنّاع العمل لنفي ذلك. ونتيجة لهذه الضجة، اختفت إلى حدّ كبير الأسئلة المتعلّقة بالمستوى الفني للعمل وأداء الممثلين. مع ذلك، يتردد بقوة أن تلك الضجة أفادت زينة ومعها المخرج أحمد شفيق، وأنّ هناك خططاً لمشاريع تلفزيونية مقبلة.
التجاهل كان أشد مع مسلسل «حدف بحر» لسمية الخشاب الذي فشل في جذب أنظار الجمهور، وخصوصاً أنّه لم يعرض على قنوات تتمتع بمعدل مشاهدة مرتفعة. وأمام هذا الفشل، لم يبقَ من المسلسل سوى الشائعات التي طالت كواليس العمل قبل التصوير وخلاله. حتى أنّ الخشاب نفسها، وصفت في حوار صحافي مطلقي هذه الشائعات بأنهم من أصحاب النفوس المريضة، رافضة الاعتراف بأن العمل لم ينجح على المستوى الفني، كما أنه فشل في اختراق ذاكرة الجمهور.
وتظهر الخشاب في «حدف البحر» في شخصيتَين توأم تنفصلان منذ الصغر، إحداهما تعمل طبيبة والأخرى راقصة تتجه نحو الغناء.

«ليالي» نموذج لمسلسلات الضجة لا التأثير الفنّي
وقد زاد ذلك من حدّة الهجوم على الخشاب بسبب أدائها عدداً من الأغنيات في المسلسل رغم عدم نجاحها كمغنية حتى الآن.
أما منة شلبي فتعاني على مستويَين. الأول هو التباين الشديد في رأي النقاد في مسلسل «حرب الجواسيس». إذ هناك من يشيد به بشدة، وعلى الطرف الآخر هناك من يتّهم المسلسل بالإيقاع البطيء، واستخدام المخرج نادر جلال المفرط لتكنيك «الفلاش باك». وبالتالي لم يدخل العمل نفسه، في دائرة مسلسلات المقدمة.
أما المستوى الثاني فيتعلق بأداء شلبي لشخصية عميلة الاستخبارات سامية فهمي. إذ تمسّكت بالملامح الجامدة طيلة العمل، وخصوصاً في مشاهدها مع هشام سليم الذي حقق تجاوباً كبيراً مع الجمهور. وكانت المفاجأة في نجاح باقي الأبطال باسم ياخور وشريف سلامة عكس بطلة العمل.
من جهته، لم يوفّق محمد رجب ومعه المخرج باسل الخطيب في تقديم شخصية «أدهم الشرقاوي» كما توقّع الجمهور. ولم يحقق المسلسل حتى الآن النجاح المتوقّع رغم أهمية الشخصية في التراث الشعبي المصري. هكذا، تفرّغ النقاد للمقارنة بين أداء رجب وما قدمه الممثل الراحل عبد الله غيث في الفيلم الذي روى السيرة نفسها قبل أربعين عاماً.
من جهة أخرى، حقق سامح حسين في أولى بطولاته «عبودة ماركة مسجلة» حضوراً ملحوظاً بسبب دعم قناة «الحياة» للمسلسل، إضافة إلى الجماهيرية التي حظي بها، وخصوصاً لدى الأطفال. لكن العمل عانى أيضاً انتقادات على المستوى الفني طالت المؤلف محسن رزق والمخرج عصام شعبان.