محمد عبد الرحمنعادت ليلى علوي في رمضان هذا العام إلى دراما الثمانينيات فحصدت النجاح نفسه الذي حققته مسلسلات تلك الفترة. سارت عكس التيار وقدمت ما اعتبرته الصحافة خطوةً محفوفة بالمخاطر تمثّلت في تقديم مسلسل «حكايات بنعيشها» المكون من مسلسلين هما «هالة والمستخبي» و«مجنون ليلى» (كل مسلسل يتألّف من 15 حلقة فقط). بينما اعتبرت صاحبة «بحب السيما» و«حب البنات» ما فعلته عودةً إلى الجذور، أي جذور الدراما المصرية عندما كان الحد الأدنى لحلقات أي مسلسل يبدأ من سبع حلقات، فيما لا يزيد الحد الأقصى عن 20 حلقة. لكن علوي وفريقي عمل «هالة والمستخبي» و«مجنون ليلى» قالوا لا للفضائيات. وأعطوا أصحاب الشاشات 30 حلقة لكنهم احتفظوا بحق تقديم ما يريدون في هذه الحلقات. هكذا تؤكد ليلى أنّه لولا ضيق الوقت، لقدمت ثلاث حكايات وكل حكاية من عشر حلقات. هل يعني هذا أنها لن تعود إلى دراما الثلاثين حلقة؟ تجيب بأنّ العودة واردة شرط أن يكون السيناريو صالحاً للصمود ثلاثين يوماً، عكس ما حدث معها هذا العام حيث اختارت عملين أحدهما كان مجهزاً للأساس كفيلم سينمائي. فيما المؤلفان حازم الحديدي الذي كتب «هالة والمستخبي» ومحمد رفعت صاحب «مجنون ليلي» رحّبا باختزال الأحداث لتستمر 15 يوماً فقط. ثم جاء اختيار مخرجين يعملان في التلفزيون للمرة الأولى هما مريم أبو عوف ومحمد علي ليكملا المغامرة السينمائية التي قادتها ليلى من البداية عندما أقنعت تكتل الإنتاج الذي تعاونت معه بقبول

فاجأت النقاد بلياقة فنية عالية وطاقة متجددة لم ينجح النجوم الكبار في الحفاظ عليها

الرهان. تلك كانت المعطيات وبقي الرهان أن ينال العمل إعجاب الجمهور وألا يفرق المشاهد بين المسلسلين. وهو ما تحقق فعلاً عندما حقق «هالة والمستخبي» صدى الثمانينيات: أي أن ينجح عمل درامي لأنّه جيّد الصنع ومناسب للجمهور ويستحقّ إيقاعه الاستمرار في المتابعة بالشكل الذي يسبّب قلقاً للمشاهد الذي فوّت إحدى الحلقات. هكذا كانت تنجح دراما الثمانينيات، عكس معظم مسلسلات هذه الأيام المكونة من 30 حلقة ويمكنك الاستغناء عن نصفها. في «هالة والمستخبي»، وقفت ليلى أمام الكاميرا كأنها تمثل للمرة الأولى ومطلوب منها إثبات الذات. الفنانة التي وقفت أمام الكاميرا عام 1979، فاجأت النقاد قبل الجمهور بلياقة فنية عالية وطاقة متجددة لم ينجح باقي النجوم الكبار في الحفاظ عليها. وفيما ظن كثيرون أنّ مشوار «هالة» الطويل للبحث عن أطفالها الذين باعهم الأب، سيؤثّر على المسلسل الثاني «مجنون ليلى»، خالفت النجمة الشهيرة التوقعات من جديد وقدّمت حتى الآن أول مسلسل رومانسي منذ سنوات طويلة على نحو ذكّر الجمهور بالعديد من الأفلام المصرية الناجحة في السنوات الأخيرة. هكذا تنهي ليلى علوي سباق شهر الصوم وقد ربحت الرهان لكنها تركت عند النقاد والجمهور علامة استفهام كبيرة عن الجديد الذي يمكن أن تقدمه العام المقبل للحفاظ على إنجاز «حكايات بنعيشها».