حسين بن حمزةرالف نشواتي مصور فوتوغرافي فطري. درس في فرنسا والبرتغال وحصل على بكالوريوس في مجال الصناعات الثقافية والإعلامية. يجرب هذا الفنان الشاب أن يشبه زمنه، وأن تشبه أفكاره الخاصة أفكار زمنه. فكرة معرضه الشخصي الأول «كلا لا يستطيعون» No they can't (زيكو هاوس) قائمة على خلط نوازع وميول ومقترحات راهنة. المعرض أقرب إلى التجهيز منه إلى معرض تقليدي. الانتخابات اللبنانية الأخيرة هي موضوع المعرض. ليس الانتخابات تحديداً بل الحملات الانتخابية وشعاراتها وصور زعمائها. صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود على الجدران، وشريط فيديو قصير (5 دقائق) يتضمن رواية أخرى أكثر دسامة وفظاظة للمناخ الذي تشيعه الصور.
بالصور والفيديو، يبثّ المعرض فكرة احتلال السياسيين الفضاء العام. حسناً هذه فكرة مستهلكة. الفنان الشاب يعرف هذا، ولذلك يجعل هذه الفكرة عنواناً عريضاً وعاماً، محاولاً أن يأخذنا إلى القسوة والفظاظة التي يحملها هذا النوع من النشاط السياسي في بلد مثل لبنان.

«كلا لا يستطيعون» عن غسيل الدماغ الذي يخضع له المواطن

يتحدث عن تسرّب الانتخابات إلى الفضاء العائلي الضيق وما يعنيه من إشهار سياسي وحزبي وطائفي يأخذ شكل التعبئة التحريضية ضد الآخر. الاستفزاز العمومي في البلد يتناثر إلى مجموعة استفزازات جزئية تعمل في مساحات أضيق على مستوى المنطقة والحي والشارع والزاروب. على المشاهد أن يدخل اللعبة كمواطن استُفزّ في الانتخابات. أن يستعيد الفترة التي سبقت ذلك. التوتر في الشارع، استعباد نشرات الأخبار لحياته اليومية. في نهاية شريط الفيديو نقرأ «لا شكر للزعماء اللبنانيين الذين يعاملوننا كحمقى». التجهيز يقول إن المواطن ضحية، وإن عملية غسيل دماغ تُجرى له. الأرجح أن هذه القراءة تتجاهل الدور الذي يلعبه السواد الأعظم من المواطنين في الانقياد لزعمائهم مهما غيروا في مواقفهم ومبادئهم. في لفتة طريفة، يسمي رالف نشواتي نفسه «الدكتور عمر». يتخيل أنه طبيب نفساني. يحمل كاميرته ويلتقط صوراً مباشرة للزعماء على شاشات التلفزيون. الصور تبدو ملويّة كأن بعض ملامحها أو خطوطها شُوِّهت عمداً. يفكر المتلقي أن السرّ الفوتوغرافي يكمن هنا. التقط نشواتي صوراً عادية، ثم لعب بها لاحقاً. نقول له هذا، فينكر أنه تصرف بالصور. إذاً لماذا تبدو مشوّهة يا رالف؟ يقول لنا إن التقاط الصور مباشرة من شاشة التلفزيون يجعل النتيجة كما نراها: «لعل السر موجود في زاوية التصوير، فهي قادرة على إحداث تشويه أو خطأ ما في الصور. التدخل الوحيد الذي فعلته هو أني خلطت ملامح زعماء عديدين في وجه واحد طبعته على الملصق الدعائي للمعرض»، يقول رالف.


حتّى 17 الحالي ــ «زيكو هاوس» (بيروت) ــــ للاستعلام : 03/614355