البرنامج التلفزيوني بحلقاته القصيرة، لا يختلف كثيراً عن مقاطع كوميدية تحمل نقداً سياسياً مباشراً (أفقياً) قدّمها هذا الثلاثي خلال العامين الماضيين على خشبة المسرح في عمل بعنوان «رام الله.. غزة». ولعل هذا البرنامج الذي يصفونه بالجديد، يذكّر ببداية خالد المصو كممثل في «مسرح عناد» قبل أكثر من 15 سنة (قبل أن «ينشقّ» عن المصو بعض رفاقه لاحقاً ويؤسّسوا «مسرح الحارة»!). ومَن يعرف تجربة «عناد» حتماً ستذكّره حلقات «وطن ع وتر»، المتعثرة درامياً، بالأعمال الأولى لخالد المصو بعد تخرجه من الجامعة مع رفاقه القدامى في «عناد». سنتخيل دور منال عوض تؤديه رائدة غزالة وسنتخيل نقولا زرينة يقوم بدور عماد فراجين!
تقديم قضايا لها علاقة بهموم الناس
الإقبال على مشاهدة «وطن ع وتر»، يعكس أمرين في الحقيقة: أولاً بؤس ما يقدمه «تلفزيون فلسطين» من برامج، ما يعطي أفضلية مسبقة لأي اختلاف نوعي يقدّم على هذه الشاشة. كما يعكس من جهة أخرى محاولة إدارة التلفزيون إنعاشه وتحسين صورته ببرنامج «جريء» ـــــ بالمفهوم الشعبوي للكلمة ـــــ بهدف إبراز ديموقراطية رام الله.
ولعل ما يُحسب للمسلسل هو العودة إلى تقديم أعمال فنية لها علاقة بحياة الناس وتتوجه إليهم وكذلك العودة إلى تسمية الأشياء ببعض أسمائها، وهو ما طمسته مرحلة أوسلو منذ 1993.
لكن أكثر ما يؤخذ على طاقم العمل أنهم لم يتخذوا مسافة كافية من سياسة «تلفزيون فلسطين» في أبلسة «حركة حماس» (خصوصاً الحلقة التي تعرضت لإسماعيل هنية، مسمّيةً إياه «الشيخ دهية»). كما تورط المسلسل سريعاً بالترويج لـ«ديموقراطية السلطة» في الصحافة، فزار طاقمه رئيس حكومة تصريف الأعمال في رام الله سلام فياض، ولم يتوقف عماد فراجين عن الإشادة بـ«الرئيس» و«أبو بشار». و«أبو بشار» أو ياسر عبد ربه ليس سوى عرّاب المسلسل والمشرف العام على الإعلام الرسمي، وبالطبع مهاجم «حماس» الشرس على الفضائيات، وقد شارك أيضاً في التمثيل في إحدى حلقات المسلسل!