رام الله ــ يوسف الشايبمنذ الحلقة الأولى، استطاعت كوميديا «وطن ع وتر» التي يبثها تلفزيون «فلسطين» الرسمي في رمضان، أن تجذب الجمهور المحلي لأسباب عدّة. أهمّها جرأتها في انتقاد المسؤولين وتجاوز الكثير من الخطوط الحمر، وتعبيرها عن نبض الشارع الفلسطيني. إذ وجّه كاتب العمل وأحد أبطاله عماد فراجين وفريقه، سهامهم في كل صوب وحدب، فطالت مختلف الأطراف، ووصلت إلى حد النقد الساخر من شخص الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
لم يفلت أحد من سياط «وطن ع وتر». هناك حلقات انتقدت أداء حركة «حماس»، والحكومة المقالة في غزة برئاسة إسماعيل هنية. وهذا الأخير طالته سهام النقد، ومعه عدد من قادة «حماس» بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ومحمود الزهار. وطبعاً كانت لشخصيات بارزة في السلطة نصيبها من السخرية، على رأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال في رام الله سلام فياض، وأحمد قريع، وصائب عريقات، ومحمد دحلان، وجبريل الرجوب... إضافة إلى قيادات الفصائل الباقية، كالأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي» رمضان شلح.
هكذا وضعت هذه الكوميديا تلفزيون «فلسطين» على خريطة البرامج الرمضانية الأكثر مشاهدة في فلسطين، ونافست الإنتاجات الدرامية العربية في رمضان. يتناول مسلسل «وطن ع وتر» قضايا مستجدة على الساحة الفلسطينية، وقد باتت حديث الشارع في الجلسات العامة والخاصة، كفرض الحجاب على المحاميات من الحكومة المقالة في غزة أو سيطرة فياض على المشهد الإعلامي، وتغييبه وزراء حكومته عن افتتاح أي مشاريع في الفترة الأخيرة ولو كانت في دائرة اختصاصهم.
الكوميديا التي يخرجها رائد الحلو ــــ تنتجها «هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية»، وتنفذ إنتاجها شركة «إديومز فيلم» في رام الله ـــــ شارك فيها أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» ياسر عبد ربه، كممثل في الحلقة 22 التي حملت عنوان «أوباما في رام الله». وقد جسّد عبد ربه شخصيّة الرئيس الفلسطيني وهو يستقبل الرئيس الأميركي المفترض (خالد المصو) نيابة عن أبو مازن.
يؤكد فراجين أنّ عرض «وطن ع وتر» على تلفزيون «فلسطين» الرسمي لا يعني انحيازه للسلطة. «إنّه يعبّر عما يقوله الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة» على حد تعبيره. وتدليلاً على كلامه، يضيف «أنه على استعداد تام لتقديم أي عمل على فضائية «الأقصى» التابعة لحماس»، نافياً الشائعات التي تحدّثت عن تهديدات بعض المسؤولين له.


زعماء أبديون