محمد عبد الرحمنفارق كبير بين توقّعات النقّاد من مسلسلي نور الشريف قبل عرضهما في رمضان، والنتيجة النهائية التي أجمع عليها الكلّ في الأسبوع الأخير من شهر الصوم. إذ توّقع كثيرون أنّ تقديم نور الشريف مسلسلين دفعةً واحدةً، سيؤدي إلى ظلم عمل على حساب الآخر. صحيح أنّ هناك ممثلين كرّروا التجربة هذا العام، لكنّ الوضع كان مختلفاً. ماجدة زكي مثلاً قدّمت عملين ينتميان إلى الكوميديا التي لا تتطلب الكثير من مواقع التصوير. كما أنّ زكي بدأت تصوير «كريمة كريمة» باكراً، ثم تابعت تصوير «حقي برقبتي». أما ليلى علوي فقدمت مسلسلين لكن في ثلاثين حلقة، عكس الشريف الذي قدّم 60 حلقة دفعة واحدة، ويستمر في تصوير باقي مشاهد «الرحايا» حتى الأسبوع الأخير من رمضان. وهو الأمر الذي جعل التوقعات تصب في اتجاه «ما تخافوش» لكون تصويره قد بدأ باكراً من جهة، وتناول قضية جديدة على المشاهد المصري من جهة أخرى. لكن أسباب القوة تحوّلت إلى نقاط ضعف مع بداية عرض المسلسلين.
رغم أنّ مؤلف «الرحايا» عبد الرحيم كمال والمخرج حسني صالح يقدمان تجربتهما الأولى في الدراما التلفزيونية، إلا أنّهما تفوّقا على أحمد عبد الرحمن ويوسف شرف الدين مؤلف ومخرج «ما تخافوش». إذ عانى الأخير من المطّ والتطويل، وتشعب الخطوط

عانى «ما تخافوش» من المطّ والتطويل وتشعّب خطوطه الدرامية

الدرامية. كأنّ الشريف أراد الجمع بين القضية السياسية وقضايا اجتماعية أخرى غير جاذبة. وبينما كانت مشكلة الحلقات الأولى هي الأسلوب المباشر في تناول قضية المخططات الصهيونية لتدمير الوعي العربي وإنهاء حلم دولة فلسطين، زادت الأمور سوءاً بعد الحلقات العشر الأولى مع ازدياد التفاصيل المتعلّقة بالشخصيات الثانوية. مثلاً، تابع الجمهور ثلاث قصص حبّ متتالية لابن شقيقة مكرم بدوي (نور الشريف)، كما تابع قصة انفصال شقيقة مكرم بدوي عن زوجها طبيب الأسنان وزواجه من الممرضة ثم تعرضه لأزمة صحية حادة. وأخيراً تعرضت شقيقة مكرم بدوي (رجاء الجداوي) لأزمة صحية هي الأخرى لتزيد الهموم على مكرم ومعه المشاهدون الذين تشتتوا بين متابعة مطاردة الصهاينة له ومشكلاته العائلية التي لا تتوقف.
في الوقت عينه، بدأت الإشادات بـ«الرحايا» تظهر في الصحف، وخصوصاً بعد تراجع الاهتمام بمسلسل جمال سليمان «أفراح إبليس» ليبقى «الرحايا» الممثل الوحيد للصعايدة هذا العام. حتى أن جريدة «المصري اليوم» نشرت تقريراً عن تجمع أهل محافظة سوهاج على المقاهي لمشاهدة نور الشريف ورفاقه. بل وصل الأمر إلى الإشادة بشخصيات أخرى مثل أبو ذكرى الذي جسده لطفي لبيب وبدرة التي قدمتها بتميّز سوسن بدر. وفيما لم يعد هناك اهتمام بمعرفة مصير مكرم بدوي ومآل معركته مع الإسرائيليين، بات الكلّ يترقّب مصير عائلة محمد أبو دياب وسيناريوهات الفتنة بين أبناء الرجل الكبير الذي نجح في القضاء على شرّ بدرة وأبو ذكرى، لكنّه لم يعرف بعد مَن قتل ولده في الجريمة التي بدأت بها أحداث المسلسل.