strong>ليال حدادالقصّة الأولى: فتاة تدعى سلطانة، تخبر قصّتها، وكيف باعها أهلها الموريتانيون إلى عائلة في الصحراء الغربية. هناك تمّ استعبادها، فعملت في التنظيف وتربية الحيوانات وتعرّضت للضرب، إلى أن اكتشفت إحدى السيدات الإسبانيات بالمصادفة قصتها، فانتشلتها من جحيمها.
القصة الثانية: شاب يدعى ماتالا، يعيش في مخيمات اللاجئين في الصحراء الغربية أيضاً. يقف أمام الكاميرا، ويعلن بصراحة أنه يريد انتهاء العبودية، تلك التي تحكمت بأجداده فترة طويلة. «لا علاقة للخلافات السياسية، بل ما أتحدّث عنه يتعلّق بكرامة الإنسان».
تتوالى الشهادات في الشريط الوثائقي «مسروقون» Stolen للمخرجين الأوستراليين فيوليتا أيالا ودان فالشاو، عن لاجئين في الصحراء الغربية، عاشوا العبودية وخبروها. كانت هذه الشهادات وحدها كفيلة بتأهّب جبهة البوليساريو، لمنع عرض الوثائقي في مختلف المهرجانات السينمائية. غير أنّ ذلك لم يحل دون نجاح الوثائقي ونيله استحسان النقاد في «مهرجان سيدني» و«مهرجان ملبورن» و«مهرجان تورنتو». ولكن لنعد إلى البداية، إلى عام 2007 حين قصدت أيالا ومعها فالشاو الصحراء الغربية بدعوة من البوليساريو لتصوير شريط وثائقي عن لمّ شمل العائلات برعاية الأمم المتحدة. من قصة إلى أخرى، فهم المخرجان الأوستراليان أنّ فصل العائلات عن بعضها سببه بيع بعض أعضائها. وأنّ أغلب الضحايا هم من ذوي البشرة السوداء.
يومها قرّر المخرجان سحب الاعترافات من بعض اللاجئين الذين أقرّوا بأنهم مستعبدون وأنهم يخضعون لرغبات «أسيادهم» في العمل والحياة والجنس، من دون أن يتقاضوا أي أجرٍ.
وكما كان متوقّعاً، سيقت كل أنواع الاتهامات ضدّ المخرجين، حتّى إن إحدى النساء التي أدلت بشهادتها، وتدعى فطيم أتت إلى سيدني قبل بدء المهرجان السينمائي حيث سيعرض الشريط، وأكّدت أن أيالا وفالشاو دفعا لها المال لتقول ما قالت وأنهما حوّرا حديثها وزوّرا الترجمة، ونفت أن تكون قد تعرّضت لأي شكل من أشكال العبودية.
«نحن ندرك جيداً أن فطيم أجبرت على قول ما قالته، وأنها أتت إلى سيدني تحت ضغط البوليساريو وعائلة أسيادها» تقول فيوليتا أيالا لـ«الأخبار».
وتؤكّد أنّه لو كان المعنيون أطفالاً أو أشخاصاً من ذوي البشرة البيضاء لكانت الدنيا كلها تحرّكت، «لكن عندما يعني الأمر الأطفال ذوي البشرة السوداء، فلا أحد يهتمّ». وتأكيداً على كلامها تتحدّث أيالا عن مشهد في الشريط، حيث تكون برفقة أحد الأطفال ذي البشرة الأفريقية، ويتعرّض للإهانات من قبل أطفال وأشخاص ذوي بشرة بيضاء، مشبّهين إياه بالقرد.


هذه هي قصّتي