بوسع الحريصين على قيَم الديمقراطية ومهنية الاعلام في لبنان أن يطمئنّوا: بالأمس أبصرت النور «مؤسسة مي شدياق» برعاية طارق متري ودعم أنطوان شويري وشفاعة... مار شربل
ليال حداد
أمس، غصّت قاعة «بافيون رويال» في مجمّع «بيال» (بيروت) بالإعلاميين. حضر الجميع كي يشهد على إطلاق مي شدياق لمؤسستها الإعلامية في الذكرى الرابعة لمحاولة اغتيالها. وكما كان متوقعاً، تحوّل الحدث الإعلامي إلى سياسي بامتياز. هكذا، بدأت الإعلامية اللبنانية كلمتها باستعادة اللحظات التي سبقت محاولة اغتيالها وتلتها من «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إلى جونية إلى عنّايا وشفاعة مار شربل، مروراً بجونية مجدداً، و«تلك اللحظات والثواني القاتلة التي غيّرت مجرى حياتي».
وطبعاً لا مفرّ من توجيه رسالة إلى المجرمين، هؤلاء الذين «حاولوا ترهيبي». ومنعاً لأي التباس أو تخمين، لفتت شدياق انتباه الحاضرين إلى أنّ إشارتها هذه «تتخطى ظنونكم لتشمل أكثر من وجه تفكّرون به»! وقبل الانتقال إلى الحديث عن «مؤسسة مي شدياق ـــــ معهد الصحافة»، عادت مي لتؤكّد أنها تنتظر المحكمة الدولية «التي ستكشف المجرمين وتنزل بهم العقاب المناسب». ثم ذرفت دمعتين كعادتها حين تستحضر شهداء «ثورة الأرز».
هكذا كانت السياسة حاضرة بقوة في كلمة ميّ، قبل أن تقرّر الانتقال إلى موضوع المؤتمر. تتعدّد الأنشطة التي ستقوم بها المؤسسة: إعداد البرامج التدريبية للمتخرّجين، ومساعدة المهنيين على تطوير قدراتهم، وإعداد نشرات ومطبوعات، تنظيم محاضرات وحلقات دراسية بهدف التعاطي مع الوسائل الإعلامية. وعلى غرار باقي المؤسسات الإعلامية، كشفت شدياق أنّ 25 أيلول (سبتمبر) المقبل سيكون موعد تسليم أوّل جائزة من مؤسستها لأحد الإعلاميين المتفوّقين.

إعداد برامج تدريبية وتنظيم حلقات دراسية
وتأكيداً لجديّة المؤسسة وعزمها على تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها، أعلنت شدياق أن كلامها «مجبول بالعلم والإرادة الصلبة... وسنعمل بكل بساطة على تنفيذ الأهداف وما بعد بعد الأهداف». وهنا، لم تنسَ توجيه الشكر إلى أنطوان الشويري الداعم الرئيسي للمؤسسة.
بعد مي، جاء دور وزير الإعلام طارق متري الذي احتفى بمي ومؤسستها، معلناً أنّها «الشهيدة الحية» التي تعيش في زمنَين، «زمن سريع، حار وكثيف، هو زمن السنوات الأربع الماضية، تتدافع فيه الحرية والشجاعة، الصبر والأمل». أما الزمن الثاني فهو «الزمن الطويل، زمن تفكُّر المؤرّخ، لأنّ مي شدياق مؤرّخة». وأعرب متري عن أمله بالمؤسسة في زمن ارتفع فيه منسوب الحرية، لكن «انخفض فيه منسوب الاستقلالية عن القوى السياسية وغيرها».
بدا الكلام جميلاً وواعداً لكل طالب إعلام. لكن إلى أي حدّ ستختلف «مؤسسة مي شدياق» عن باقي المؤسسات الإعلامية (مؤسسة سمير قصير، مؤسسة جبران تويني...) التي لم تحقّق شيئاً ملموساً على الأرض سوى توزيع الجوائز وبيانات التنديد؟ وإلى أي حدّ ستنجح مؤسسة تديرها إعلامية لم تكن يوماً موضوعية ـــــ وفقاً لاعترافاتها ـــــ في تدريب متخرّجين وإعلاميين على المهنية والاحترافية؟ كثيرة هي الأسئلة التي تطرح في هذه المناسبة. لمعرفة الأجوبة، ما علينا سوى الانتظار.