بعد غياب طويل عن الشاشة، يعود الممثل اللبناني إلى دائرة الضوء عبر مشاريع تلفزيونية وسينمائيّة، أوّلها شريط يتناول سيرة الثوري الفنزويلي ويحمل توقيع المخرج الفرنسي المعروف أوليفييه أساياس، بمشاركة نخبة من الممثلين اللبنانيين
باسم الحكيم
قبل عامين، اتّخذ طلال الجردي قراراً بترك الفن وامتهان التجارة في الصين، غير أنه سرعان ما عدل عن قراره، وانضمّ إلى حلبة الصراع الدرامي مجدداً، بعدما أدرك أنه يصعب عليه تحقيق رصيد لنفسه في التجارة قبل مرور فترة من الزمن. وبهذا، يكون قد ألغى رحلة فنيّة عمرها عشر سنوات وأكثرها في مجال الدراما التلفزيونيّة، وبدأ من الصفر. من هنا، وجد بأنّ الحل يتمثّل في العودة إلى «كاره» الأصلي. منذ عودته، توسعت دائرة العروض من بطولة الدراما المحليّة إلى بطولة الدراما العربيّة والسينما الإيرانيّة والعالميّة، إضافة إلى دخوله في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي ضمن شركته 4 Productions. وفي الأسابيع المقبلة، يطلّ في فيلمين هما: «كارلوس الإرهابي» و«تاكسي البلد» وفي مسلسل «ضحايا الماضي» وسيتكوم «نفرح منك».
هكذا، يظهر طلال الجردي في «كارلوس الإرهابي» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس الذي يرصد حياة المناضل الثوري إليش راميريز سانشيز المسؤول عن سلسلة هجمات وقعت في غرب أوروبا في السبعينيات والثمانينيات، أشهرها الهجوم على مقر «أوبك» في فيينا عام 1975، بمشاركة الممثل الفنزويلي إدغار راميريز الذي يجسد شخصية كارلوس.
يجسّد أحمد قعبور شخصية وديع حدّاد القيادي في «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»
يشرح الجردي: «الفيلم عن حياة الإرهابي ـــــ المناضل. كل جهة تنظر إليه بأسلوب مختلف، يراه بعضهم مجرماً، والبعض الآخر مقاوماً. أجسّد أنا شخصيّة علي العيساوي، أحد مساعدي وديع حدّاد القيادي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الذي يؤدي دوره الفنان أحمد قعبور. وحين يتوفى حداد، يتسلم علي العيساوي زمام الأمور ويكمل عمله مع كارلوس، ليؤمن له ملاجئ في ليبيا ومصر والسودان»، مشيراً إلى أنّ «الفيلم يضمّ من لبنان بديع أبو شقرا، رودني حداد، فادي أبي سمرا وأنطوان بلابان، وقد صوّر في لبنان وفرنسا وألمانيا والمجر...». ويرى الجردي أن «هذا أول فيلم يتكلم على كارلوس بهذا الشكل، كارلوس الإنسان وكيفية دخوله عالم الاغتيالات والخطف. وتُذكر فيه استخبارات وأجهزة عربيّة وعالميّة، ما سيجعل بعض الدول مستاءة منه عند عرضه».
لا يدّعي الجردي بأن القدرات التمثيليّة الاستثنائيّة هي التي رشحته للشخصيّة، أو لسواها من الأدوار السينمائيّة المهمة، «الكاستينغ أمام الكاميرا هو الخطوة الأولى التي اتبعها المخرج، قبل أن يجري معنا مقابلات اختار على أساسها الممثلين اللبنانيين». يقول: «الأداء التمثيلي ليس الأساس. التمثيل يأتي لاحقاً، المسألة الأهم هي اللوك».
وعلى مستوى الدراما التلفزيونيّة، أنهى الجردي تصوير دوره في مسلسل «ضحايا الماضي» من كتابة كلود أبو حيدر وإخراج طوني فرج الله في عشر حلقات. يوضح: «أؤدي في العمل دور نديم، وهو ممثل كومبارس شاب يعيل والدته، يطمح إلى مستقبل فني كبير. وبعد فشله في ذلك، يضطر لامتهان تجارة والده، الأمر الذي سيسبّب له مشكلات كبيرة، وخصوصاً بعد دخول ندى (ندى أبو فرحات) حياته ووقوعه في حبّها».
وعلى رغم أن الجردي يرفض الدخول في عمل جديد قبل عرض ما صوّره سابقاً، فالأمر هنا مختلف، وخصوصاً أنه صوّر قبل أشهر سيتكوم «نفرح منك»، ولم يجد بعد طريقه إلى العرض. يشرح: «علمت بأن العمل سيعرض قبل رمضان، فأعطيت موافقتي على الدور، كما أنني وعدت المخرج بذلك، وأبديت موافقتي قبل أن أقرأ النص، وأرى أنني كنت محقّاً في ذلك، فقد عشقت مخرجاً اسمه طوني فرج الله». العمل الذي ينتظر الجردي عرضه، سيجد طريقه إلى الجمهور على «المستقبل» اعتباراً من السبت 10 تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل، أي فور انتهاء الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونيّة. ويؤدي في السيتكوم دور طلال وهو شاب مسؤول عن رعاية شقيقاته الثلاث. الأخت الكبيرة (جويل حمصي)، تقيم علاقة عاطفية سرية لا يعرف شقيقها بها، والشقيقة الوسطى (أنّا سعد) ترتبط بقصة حب تنتهي قبل أن تبدأ، ثم الشقيقة الصغرى (يمنى أبو حنا)، وهي ترينا الأمور التي يجربها الإنسان لأول مرة في حياته. وعلى خط شركة الإعلانات التي ورثها، نراه محاطاً بشخصين أولهما السكرتيرة منى (جيزيل بويز)، وهي سكرتيرة ورثها من أيام «المرحوم والده» الذي أوصاه بها، تدّعي معرفة كل شيء، ثم معتز أو ميمو الذي يملك «أفكاراً نسائيّة للإعلانات، وهو الوحيد الذي يثق به طلال ويسمح له بدخول منزله». رغم اهتمامه بالمسلسل المحلي أخيراً، إلا أنّ دراما «المستقبل» لا تحقق إقبالاً جماهيريّاً، يعلل الجردي بأنّ «عليهم معرفة كيفية الترويج لها، وخصوصاً أن الجمهور لا يعرف غالباً بوجود عمل محلي على شاشتها، والمشكلة هي في الصورة والإرسال». يبقى أن الجردي شارك في عمل درامي واحد لمصلحة دبي هو «بنت النور»، لا يطرح نفسه ممثلاً عربيّاً، «فمن يرد التعاون معي عربيّاً أرحّب به».


تاكسي البلد

فور انتهاء طلال الجردي وشركة 4 Production من تصوير فيلم «تاكسي البلد» للمخرج دانيال جوزيف في غضون أسابيع، سيبدأ تنفيذ سيتكوم جديد بعنوان «آخ يا راسي» من كتابة طارق سويد وبطولته مع عايدة صبرا وهيام أبو شديد (الصورة) ومجموعة أخرى من الممثلين. غير أن الجردي، يؤكد «لن نبدأ بالتصوير قبل انتهائنا من تنفيذ «تاكسي البلد»، لكونه شريطاً ضخماً يضم مجموعة كبيرة من الممثلين تتجنب الدخول فيه كبريات شركات الإنتاج». وكانت الشركة المنتجة التي اهتمت طيلة الفترة الماضية بتنفيذ الأفلام والبرامج الوثائقيّة قد صوّرت من السيتكوم حلقة تجريبيّة قبل نحو شهرين.