strong>بيسان طيالتعاون المتوسّطي امتدّ إلى التلفزيونات الرسمية، وأثير ضفّتي المتوسط سيبثّ مضامين إعلامية من الجنوب والشمال. هذا ما بشّرنا به أمس المتحدثون خلال المؤتمر الذي أقيم في «فندق البريستول» للإعلان عن المشروع الإقليمي للمعلومات Euromed-News.
خلال المؤتمر، ركّز المتحدّثون على حسن الضيافة اللبنانية وكرم المدير العام لـ«تلفزيون لبنان» ابراهيم الخوري، وأعربوا عن سعادتهم بزيارة المناطق التاريخية السياحية كجبيل وبعلبك. أما التقارير التي بُثّت في المناسبة كعيّنة عن برامج المشروع، فقد افتقرت إلى الجاذبية والمعلومات، واكتفت بالتركيز على مشاريع موّلها الاتحاد الأوروبي أو دعمها. والأهمّ أنّ التقارير إياها أثبتت وجود «نظرة استشراقية» في التعامل مع العالم العربي، فها نحن نشاهد جمعيّة لقرويات يصنعن الأشغال الحرفية!
المشروع المموّل من الاتحاد الأوروبي (بميزانية 12 مليون يورو) للفترة بين 2008ـ 2011، تشارك فيه 20 مؤسسة إعلامية معظمها أوروبية، إضافة إلى مؤسسات مرئية ومسموعة رسميّة من لبنان وسوريا والأردن والجزائر والمغرب ومصر وليبيا، ويهدف إلى «تقوية المعرفة بسياسات الاتحاد الأوروبي في المنطقة والعلاقات بين الاتحاد والدول المتوسطية» كما عرّفه المؤتمرون.
بحضور نقيب المحررين ملحم كرم، استهلّ المدير العام لـ«تلفزيون لبنان» ابراهيم الخوري اللقاء، مركّزاً على الدعم الذي قدمته منظمات مشاركة في المؤتمر لـ«تلفزيون لبنان». بعد ذلك، لم يخرج حديث المؤتمرين عن الترويج لمشروع Euromed-News بدءاً من رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان السفير باتريك لوران ومسؤول السمعي والبصري في «فرانس تلفزيون» آلان بليه، الذي أعلن عودة أوروبا للاهتمام بدول الضفة الشمالية للمتوسط بعد غياب طويل، مروراً بالمدير العام لـ«الاتحاد الأوروبي للراديو والتلفزيون» جان ريفيّون الذي شدد على الأهمية الثقافية والسياسية للمشروع، وصولاً إلى الأمينة العامة للمؤتمر الدائم للإعلام المرئي والمسموع في المتوسط أليساندرا باراديزي.
أما أندريه قصاص الذي مثّل وزير الإعلام طارق متري في اللقاء، فاعتذر من المؤتمرين لأنه سيتحدث باللغة العربية. واستعادت كلمته شعارات عن مجد بيروت وأهميتها في التواصل بين الشرق والغرب. وأخيراً، تحدث المنتج المنفذ للمشروع الياس بلعربي فقال إنّ البرنامج تضمّن خلال عام إنتاج وتبادل 300 خبر مصوّرٍ و40 مجلة تلفزيونية وتسعة أفلام تسجيلية.
ورداً على سؤال «الأخبار» عن إمكان توسيع رقعة المشاركين في المشروع، ليضمّ مثلاً تلفزيوناً إسرائيلياً، أجاب بليه إنّ استدراج العروض لم يقفل الباب أمام أيّ بلد! وعن معايير اختيار المواد التي تبثّ عبر هذا المشروع، قال بلعريبي إنّها تخضع للسياسة التي يضعها الاتحاد الأوروبي، ويتم اختيارها أيضاً وفق معايير تضعها المؤسسة الإعلامية.
المشروع ما زال في بداياته، لكنّ الكلمات التي أُلقيت والنماذج الإعلامية التي عُرضت لا تبشّر بالخير، ولا تظهر استفادة من الخبرات الأوروبية في صناعة الخبر أو التقرير. على أي حال، لا بد من انتظار المزيد من ثمرة هذا التعاون والمواد المنتجة حتى يتم الحكم ـــــ السياسي والثقافي والإعلامي ـــــ على مدى نجاح هذا المشروع في الترويج لفهم حقيقي لشعوب المنطقة وثقافاتها ومشاكلها.