أحمد الزعتريقبل سنة، راقب المدوّنون الأردنيون بتوجّس تعليقاً على مدوّنة «بلاك إيريس» (www.black-iris.com) الشهيرة، حمل توقيع «الملك عبد الله الثاني». وتبيّن لاحقاً أن الملك علّق فعلاً على الموضوع! هذه الخطوة ربما أعطت المدوّنين الأردنيين زخماً معنويّاً.. فها هم يطلقون أخيراً موقع «بوابة المدوّنين» www.bloggers-gate.net بمساعدة «مركز حماية وحرية الصحافيين».
يتضمّن الموقع الذي ينفي مؤسسوه أنه ذو صفة تنظيميّة، أبواباً عدة لتوفير آخر أخبار المدوّنين في العالم والانتهاكات التي يتعرضون لها، وباباً لقصص نجاح مدوّنين أردنيّين، وآخر بعنوان «المواطن الصحافي». إضافة إلى دليل للمدوّنات الأردنية وآخر يوفّر خدمات التدوين. لكنّ أهم هذه الأقسام يبقى باباً للاستشارات القانونية المجانيّة، يردّ فيها محامون مختصّون على استفسارات المدونين عن مواضيع مثل «انتقاد شخصية عامة»، وحتى مراجعة نص قبل النشر للبتّ في تحمّل صاحبه مسؤولية قانونية أم لا.
خلال حفلة إطلاق الموقع أخيراً، عُرضت قصص ثلاثة مدوّنين لاقوا شهرة بسبب مدوناتهم. أسامة الرمح (24 عاماً)، من أشهر المدونين الأردنيين osamaa.com/blog، بدأ التدوين عبر مقالات ساخرة بالعاميّة، قبل أن يؤسس مدونته التي يناقش فيها قضايا اجتماعية في الغالب. أما محمد القاق (33 عاماً) صاحب مدوّنة خبيزة khobbeizeh.blogspot.com، فقد بدأ التدوين في 2006، مهتماً برصد الفعاليات الثقافية والفنية وتوثيقها بالصوت والصورة. وأخيراً، وائل عتيلي (30 عاماً) صاحب مدونة شعتيلي www.sha3teely.com، بدأ من مدونته الساخرة غالباً، ليصل إلى افتتاح شركته الخاصة لتوفير المحتوى الإبداعي للشركات العربيّة، بالنصوص والرسم. إضافة إلى رعاية الموقع، قال رئيس «مركز حماية وحرية الصحافيين» نضال منصور، إن المركز ساعد على تدريب المدونين الأردنيين «لتنمية قدراتهم كي توائم معايير الكتابة الإعلامية وتطوّر فهماً أفضل لقضايا حقوق الإنسان والديموقراطيّة».

يوفّر الموقع باباً للاستشارات القانونية المجانيّة
أما المسؤول عن الموقع، هيثم ناصر، فيعوّل على الموقع لتعريف المدونين بعضهم ببعض، وخصوصاً أن الأردن يحتوي على 3 مزودين لخدمات التدوين هم «مكتوب» و«جيران» و«البوابة». ويقول نضال منصور إن ندرة المدونين السياسيين تعود إلى «ثقافة الخوف السائدة التي تترك الناس غير واعين لدورهم السياسي».
لكن في ما يخصّ المشاكل الاجتماعية والمجتمع الذكوري والتناقض بين الموقف الرسمي من الإسلام السياسي ورعايته، والعشائرية ورعايتها... تبقى تجربة محمد عمر www.mohomar.com من أهمّ التجارب الجادة في هذا المجال. عمر بدأ التدوين من خلال تناول قضايا اجتماعية وثقافية بشفافية مؤلمة له وحتى لآخرين ما زالوا يهلّلون لأخبار جرائم الشرف ويعلّقون عليها في المواقع بعبارة... «تسلم إيدك»!

www.bloggers-gate.net